الجيش الأميركي في كمين اللبونة
يشكو اللبنانيون من قلة عدد الطوافات في جيشهم الوطني. مع ذلك، لم تتأخر إحداها صباح أمس في نقل وفد عسكري في السفارة الأميركية، من بيروت إلى صور ومن مرجعيون إياباً إلى بيروت. هكذا، اشتغلت إحدى طوافات الجيش طوال يوم أمس «تاكسي» لحساب الملحق العسكري في السفارة وضابط وموظف مدني، قاموا بجولة في منطقة جنوبي الليطاني. صباحاً، حطت الطوافة في مهبط مجاور لاستراحة صور، وانتقل الوفد في موكب إلى ثكنة الجيش في المدينة، وسط إجراءات مشددة. بعد اجتماع مع قيادة منطقة جنوبي الليطاني في الجيش، توجه الوفد إلى مقر قيادة اللواء الخامس على تلة البياضة ونظمت له جولات على مراكز الوحدات التابعة له في المنطقة. ثم توجه الوفد برفقة ضباط من الجيش إلى اللبونة، حيث وقع الجيش الإسرائيلي في كمين أصاب أربعة من جنوده تسللوا ضمن قوة معادية باتجاه الأراضي اللبنانية مطلع الشهر الجاري. هكذا، سبق الوفد الأميركي الآتي من بيروت كبار الضباط في قيادة الجيش الذين لم يسجل لأحدهم زيارة لموقع كمين اللبونة.
الطريق من اللبونة إلى ثكنة اللواء فرنسوا الحاج في مرجعيون، مرت بالوفد إلى جانب الحدود مع فلسطين المحتلة، حيث عاين الخط الأزرق. في مرجعيون، اجتمع الوفد بقيادة اللواء التاسع في الجيش، قبل أن يتوجه لتفقد الحدود عند الغجر والوزاني، ثم عاد إلى مرجعيون حيث تناول طعام الغداء. وكانت الطوافة ذاتها بانتظاره لتعيده إلى بيروت.
الملحق العسكري الذي أمضى يوماً عسكرياً في الجنوب أمس بضيافة الجيش، يمثل وزير الدفاع الأميركي ووزراء الخدمات العسكرية ورؤساء الأركان المشتركة ورؤساء الخدمات العسكرية الأميركية وقائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي. من هنا، تبرز التساؤلات حول الهدف من الجولة التي قادته إلى قلب الثكن والمواقع الوطنية كأنه جزء منها، ولا سيما أنها جولة دورية تنظم كل ثلاثة أشهر تقريباً.
جولة أمس، كانت مقررة قبل أسابيع، لكنها أرجئت بسبب تفجير الرويس. وسجلت آخر جولة مماثلة في أواخر شهر نيسان الماضي، لاستطلاع الحدود قبالة العديسة بعد اعتراف العدو بقضم أراض للبلدة وضمها إلى مستعمرة مسكافعام المقابلة.
وفي إطار اللبونة، يعقد اليوم في مركز الأمم المتحدة في رأس الناقورة الاجتماع الثلاثي الشهري الذي يجتمع فيه ممثلون عن الجيشين اللبناني والإسرائيلي، برعاية قائد قوات اليونيفيل الجنرال باولو سييرا. ومن المرتقب أن يخصص الاجتماع للبحث في تسلل قوة من جيش العدو إلى الأراضي اللبنانية في اللبونة. وكانت الخارجية اللبنانية قد رفعت شكوى إلى مجلس الأمن ضد الاعتداء الإسرائيلي، فيما اعتبره سييرا خرقاً كبيراً للقرار 1701.