بيكاسو يدعم تراث صور
في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، أطلقت «الجمعية الدولية لحماية صور»، من العاصمة الفرنسية باريس، سحب يانصيب دولي عبر شبكة الإنترنت، بهدف توفير التمويل لمشاريع الجمعية التنموية لمدينة صور.
في الشكل، كان الخبر عادياً. أما في المضمون، فقد أراده المنظمون مختلفاً، من خلال ابتكار طريقة جديدة لتوفير التمويل. وبحسب رئيسة الجمعية مهى الخليل، فقد اختارت الجمعية «الخروج من الطرق التقليدية في جمع الأموال لمشاريعها، التي كانت تعتمدها سابقاً من دون أن تحصد نتائج، وذلك بسبب الأزمة المالية في لبنان والعالم». لهذا، ولدت الطريقة الاستثنائية، إذ قامت الجمعية «بشراء لوحة الرجل ذي القبعة للرسام العالمي بابلو بيكاسو من عائلته بقيمة مليون دولار وطرحتها للبيع عبر سحب يانصيب عبر موقع استحدثته للمشروع بعنوان: لوحة لبيكاسو بمئة يورو». وعليه، «يمكن متصفح هذا الموقع أن يشترك في السحب من خلال تعبئة استمارة خاصة ودفع مبلغ مئة يورو تخوّله تسجيل اسمه ومن ثم إضافتها إلى سحب القرعة التي ستنظم في باريس في 18 كانون الأول المقبل، بحيث يحظى أي كان من المهتمين عبر العالم باقتناء لوحة للفنان العالمي تعود إلى عام 1914 بمئة يورو فقط». لكن، هذه الفكرة الاستثنائية لم تولد فجأة، فقد استلزم الأمر عاماً كاملاً للحصول على تراخيص من وزارات الثقافة والمالية والداخلية والخارجية الفرنسية التي وافقت على تنظيم السحب على أراضيها. وقد صدر قانون حول تنظيم السحب لمصلحة صور «على أن تشرف وزارة المالية على سير الاشتراك وجمع الأموال وتحويلها إلى حساب خاص بالجمعية يخضع للإجراءات الفرنسية، وصولاً إلى صرفها على المشاريع التنموية في صور حسب ما حدّدت الجمعية». علماً أن الجمعية ركّزت على مشروعين اثنين هما إنشاء معهد للدراسات الكنعانية والفينيقية والقرية الحرفية عشتروت.
انتهى كلّ شيء، ولم يبق إلا حملة الترويج للمشروع، وفي هذا الإطار، ستطلق الخليل، بعد عودتها من باريس في غضون الأيام المقبلة، الحملة، بالتزامن مع إطلاق نسخ جديدة لموقع «لوحة لبيكاسو بمئة يورو» باللغات الإنكليزية والعربية والإسبانية، إضافة إلى الموقع الحالي باللغة الفرنسية. وضعت الجمعية مختصراً عن المدينة الأثرية القديمة «التي عانت ضرراً لا يمكن إصلاحه من الاعتداءات إلى الحفريات غير القانونية ونهب الممتلكات الثقافية وتنفيذ مشاريع تهدد المواقع الأثرية»، لافتة إلى أن الاتحاد الدولي لصون صور يسعى إلى تمويل مشاريع تشجع الحفاظ على التراث والمحافظة على البيئة البحرية وإعادة تأهيل الحرف التقليدية وتعزيز السياحة الثقافية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية».