في «السان جود» ممتحنون حالمون
لا فرق بين مركز سرطان الأطفال ــــــ السان جود ومركز آخر للامتحانات الرسمية. في المركز رئيس ومراقبون انتدبتهم وزارة التربية للإشراف على الاستحقاق... وممتحنون يحلمون. هنا اتخذ 6 تلامذة مرشحين للشهادة المتوسطة من مكان علاجهم مركزاً لإجراء امتحاناتهم. في قاعة الانتظار في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت (مبنى المركز)، يستعجل كريم إنهاء «المنقوشة» قبل أن يحين وقت المسابقة الثانية: اللغة العربية. لم يكد الفتى ينهي المسابقة الأولى حتى خرج ليطمئن والده «البيولوجيا كانت سهلة كثير»، فيكافئه الوالد بـ «منقوشة» اختار بدقة موعد شرائها كي لا يأكلها «باردة».
بدا كريم مرتاحاً لتأجيل الامتحان، ما سنح له فرصة إضافية للدرس وتعويض ما فاته نتيجة المتابعة الصحية التي استلزمت بقاءه في المنزل طوال العام الدراسي. «بعدين حنا غريب معو حق»، يستدرك مبتسماً.
إلاّ أنّ ما ازعج الفتى كان تعطيل الدراسة شهرين بسبب الأحداث الأمنية في طرابلس حيث يقيم «وما حدا جاب سيرة».
كريم الذي يتماثل للشفاء من ورم نادر (يصاب به شخص من أصل مليون) يأتي يومياً من مدينته كي ينجز امتحاناته في مركز السان جود. لا يخفي تعلقه بالمونديال «سأنهي امتحاناتي بسرعة وسأتفرّغ لمتابعة كأس العالم». بعد «البريفيه» سيتابع دراسته الثانوية ويرغب بعدها في أن يصبح طبيباً «لأن صار عندي خبرة بالأمراض والمستشفيات»، يقول ضاحكاً.
إذا كان كريم يأتي من طرابلس، فربيع يقصد المركز برفقة والده من البقاع الغربي. لا يزعج أبو ربيع اجتياز مسافات طويلة، بما أنّ «المركز هون أفضل لصحة ابني من أي مركز آخر». يخشى أن يختلط مع أقرانه في مراكز أخرى «فمناعته ضعيفة وهون معوّد على الجو، فهو يتردد دائماً إلى المكان لنيل العلاج».
يبدو أبو ربيع واثقاً من نجاح ولده على الرغم من تغيّبه عن المدرسة لشهرين متتاليين، «فعلاماته مميزة»، يقول.
أكثر ما كانت تخشاه سارة، هو إلغاء الامتحانات وتوزيع إفادات، فبعد تأخرها سنتين عن تقديم الاستحقاق بسبب العلاج الكيميائي التي كانت تخضع له، كانت الفتاة متحمسة «لتشوف جهدها»، تقول والدتها. وتضيف: «عند كل حديث عن التأجيل كانت سارة تبدأ بالبكاء».
تتجنب سارة التكلّم مع وسائل الإعلام، فهي خجولة بطبعها. بعد مرضها، زادت نسبة خجلها، لذا تتجنب العائلة المجاهرة بالأمر. «نخشى على سارة من ردة فعل محيطنا تجاهها»، يقول الوالد. برأيه، لا يزال المجتمع يطلق على مرض السرطان «هيداك المرض»، ويخشى الحديث عنه، هو حتماً غير مؤهل للتعاطي مع المصابين به.
بخلاف سارة ، يتكلم باتريك بجرأة وثقة. «زاد المرض الفتى قوة»، يقول شقيق باتريك. لا يصعب إدراك قوة شخصية الفتى. إضافة إلى أّنّه يمشي واثق الخطى، يتحدث باتريك بطلاقة لافتة. استعد جيداً للامتحان «كرمال اعمل واجبي وخلّص». تتراوح خططه المستقبلية بين دخوله سلك الأمن العام وهندسة الميكانيك.
قبل انتهاء وقت المسابقة الثانية، يخرج من المصعد حسّان الداعوق، متطوع لتدريس التلامذة في مركز السان جود، فـ«يتأهب الأهالي ويجتمعون حوله». «شو طمنا؟»، يقولون بصوت واحد، «كلو تمام»، يجيبهم. وجود الداعوق مع أبنائهم في الصف يعطي حافزًا إضافياً لهم، بحسب ما يؤكد معظم الأهالي. عبّروا عن سعادتهم بوجود المدرس الذي تابع أولادهم خلال فترة التحضير، ذلك أنّ المركز أخذ على عاتقه مسؤولية متابعة تعليم المرضى.
نادين، كانت آخر من خرج من مسابقة مادة اللغة العربية. كانت الفتاة «مسترسلة» في كتابة الموضوع الإنشائي. «كتبتو مبكل»، تقول لوالديها. لنادين، كما لزملائها، مشاريع تنتظرهم في الصيف. ويبقى المشروع بالنسبة إليها هو علاجها الذي سيدوم لسنة ونصف والذي يبدأ اليوم، عقب انتهائها من الامتحانات.
بدا كريم مرتاحاً لتأجيل الامتحان، ما سنح له فرصة إضافية للدرس وتعويض ما فاته نتيجة المتابعة الصحية التي استلزمت بقاءه في المنزل طوال العام الدراسي. «بعدين حنا غريب معو حق»، يستدرك مبتسماً.
إلاّ أنّ ما ازعج الفتى كان تعطيل الدراسة شهرين بسبب الأحداث الأمنية في طرابلس حيث يقيم «وما حدا جاب سيرة».
كريم الذي يتماثل للشفاء من ورم نادر (يصاب به شخص من أصل مليون) يأتي يومياً من مدينته كي ينجز امتحاناته في مركز السان جود. لا يخفي تعلقه بالمونديال «سأنهي امتحاناتي بسرعة وسأتفرّغ لمتابعة كأس العالم». بعد «البريفيه» سيتابع دراسته الثانوية ويرغب بعدها في أن يصبح طبيباً «لأن صار عندي خبرة بالأمراض والمستشفيات»، يقول ضاحكاً.
إذا كان كريم يأتي من طرابلس، فربيع يقصد المركز برفقة والده من البقاع الغربي. لا يزعج أبو ربيع اجتياز مسافات طويلة، بما أنّ «المركز هون أفضل لصحة ابني من أي مركز آخر». يخشى أن يختلط مع أقرانه في مراكز أخرى «فمناعته ضعيفة وهون معوّد على الجو، فهو يتردد دائماً إلى المكان لنيل العلاج».
يبدو أبو ربيع واثقاً من نجاح ولده على الرغم من تغيّبه عن المدرسة لشهرين متتاليين، «فعلاماته مميزة»، يقول.
أكثر ما كانت تخشاه سارة، هو إلغاء الامتحانات وتوزيع إفادات، فبعد تأخرها سنتين عن تقديم الاستحقاق بسبب العلاج الكيميائي التي كانت تخضع له، كانت الفتاة متحمسة «لتشوف جهدها»، تقول والدتها. وتضيف: «عند كل حديث عن التأجيل كانت سارة تبدأ بالبكاء».
تتجنب سارة التكلّم مع وسائل الإعلام، فهي خجولة بطبعها. بعد مرضها، زادت نسبة خجلها، لذا تتجنب العائلة المجاهرة بالأمر. «نخشى على سارة من ردة فعل محيطنا تجاهها»، يقول الوالد. برأيه، لا يزال المجتمع يطلق على مرض السرطان «هيداك المرض»، ويخشى الحديث عنه، هو حتماً غير مؤهل للتعاطي مع المصابين به.
بخلاف سارة ، يتكلم باتريك بجرأة وثقة. «زاد المرض الفتى قوة»، يقول شقيق باتريك. لا يصعب إدراك قوة شخصية الفتى. إضافة إلى أّنّه يمشي واثق الخطى، يتحدث باتريك بطلاقة لافتة. استعد جيداً للامتحان «كرمال اعمل واجبي وخلّص». تتراوح خططه المستقبلية بين دخوله سلك الأمن العام وهندسة الميكانيك.
قبل انتهاء وقت المسابقة الثانية، يخرج من المصعد حسّان الداعوق، متطوع لتدريس التلامذة في مركز السان جود، فـ«يتأهب الأهالي ويجتمعون حوله». «شو طمنا؟»، يقولون بصوت واحد، «كلو تمام»، يجيبهم. وجود الداعوق مع أبنائهم في الصف يعطي حافزًا إضافياً لهم، بحسب ما يؤكد معظم الأهالي. عبّروا عن سعادتهم بوجود المدرس الذي تابع أولادهم خلال فترة التحضير، ذلك أنّ المركز أخذ على عاتقه مسؤولية متابعة تعليم المرضى.
نادين، كانت آخر من خرج من مسابقة مادة اللغة العربية. كانت الفتاة «مسترسلة» في كتابة الموضوع الإنشائي. «كتبتو مبكل»، تقول لوالديها. لنادين، كما لزملائها، مشاريع تنتظرهم في الصيف. ويبقى المشروع بالنسبة إليها هو علاجها الذي سيدوم لسنة ونصف والذي يبدأ اليوم، عقب انتهائها من الامتحانات.