الأخبار

الأربعاء 5 آذار 2014

شارك المقال

انتقادات لسليمان وحزب الله يتضامن مع «الأخبار»

توالت ردود الفعل المعترضة على مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان ضد المقاومة، واعتبرت أنه لم يعد من الجائز البقاء في منصبه، وأعلنت تضامنها مع جريدة «الأخبار»، منتقدة ضيق صدر المسؤولين بالنقد، ومشددة على عدم المس بالحريات. فيما استنفر وزراء، وخصوصاً المحسوبين على سليمان، للدفاع عنه.

واعتبرت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان تعليقاً على إحالة مقالة رئيس تحرير «الأخبار» الزميل إبراهيم الأمين على النيابة العامة أن «السلطات الرسمية في لبنان تتعاطى بين حين وآخر بطريقة كيدية وتعسفية ظالمة تتناقض مع أبسط حقوق المواطنين في النقد وحرية الرأي والتعبير، فضلاً عن حقوق الإعلاميين في الكتابة بحرية وانتقاد السلطة ومسؤوليها في إطار المساءلة والمحاسبة التي تشكل صلب عمل وسائل الإعلام والصحافة وجوهر النظام الديموقراطي». وأشارت إلى أن إحالة مقالة الأمين على النيابة العامة التمييزية «تعطي صورة واضحة عن سوء أداء المسؤولين وضيق صدرهم وعدم احترامهم للحريات العامة». وإذ استنكرت «بشدة هذا الإجراء المتسرع»، دعت إلى التراجع عنه، معبّرة عن تضامنها ووقوفها إلى جانب الأمين في حقه بالتعبير عن رأيه، ودعت «المعنيين إلى احترام حقوق المواطنين وحرياتهم، بعيداً عن إشهار سيف القمع والمنع فوق رؤوسهم».
كذلك أصدر تيار المردة بياناً استنكر فيه إحالة مقال الأمين على النيابة العامة التمييزية، مشيراً إلى أن «تصرفاً من هذا النوع ينم عن روحية عمل تخالف ابسط قواعد العملين الاعلامي والقضائي في آن واحد». من جهتها، أصدرت حركة الناصريين المستقلين بياناً أكّدت فيه أن «ما تعرّض له الأمين ليس إلا مؤشراً إلى العقلية الدكتاتورية التي تسعى إلى شطب الآخر وضرب الحريات الاعلامية وقمع الرأي الحر».
وانتقد عضو «كتلة نواب لبنان الحر الموحد» النائب أسطفان الدويهي وصف سليمان ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» بـ«الخشبية»، وقال: «نحن أحياء. هناك شعب وبلاد، وهذه ليست أخشاب»، مؤكداً أن «حزب الله محق في الدفاع عن نفسه ضد الهجوم عليه بلغة خشبية».
وأسف النائب السابق إميل لحود لـ«رؤية الغيرة المستجدة عند البعض للدفاع عن مقام رئاسة الجمهورية»، مشيراً إلى أن «من يملكون سجلاً حافلاً في التعرض لمقام الرئاسة والتهديد باقتحام قصر بعبدا بالقوة وتنظيم الحملات الانقلابية، هم آخر من يحق لهم أن يحاسبوا أصحاب الأقلام الشريفة التي تعبّر عن رأي اللبنانيين المتألمين على نهاية عهد بدأ بمخالفة دستورية واختار أن ينتهي بمخالفة وطنية».
ولفت إلى أن «بعض الجالسين إلى طاولة مجلس الوزراء اليوم سبق أن وجهوا اتهامات مفبركة إلى رئيس جمهورية سابق وصلت إلى حد الاتهام بالقتل، بالإضافة إلى التعرض لمقام الرئاسة على نحو غير مسبوق تخطى في بعض الأحيان حدود الهجوم على صاحب الموقع إلى محاولة تعطيل دور الرئاسة، بعد أن تقلصت صلاحياتها، لأسباب سياسية ومذهبية واضحة الأهداف والخلفيات». وشدد على أن «قضية التطاول على الرئيس السابق إميل لحود لم يمر عليها الزمن، ولذلك فإن من استيقظ على ضرورة حماية موقع الرئاسة وصونه أن يبدأ قضائياً مما حصل في السابق».
وسأل النائب السابق فيصل الداوود سليمان: «كيف يحمي ثلاثيته الذهبية التي أعلنها وهي الأرض والشعب والقيم المشتركة، التي لا نقاش حولها، لأنها تمثل مجتمعة الوطن إذا لم نحتفظ ونعمل بالأقانيم الوطنية الثلاثة، وهي الجيش والشعب والمقاومة؟». ولفت في بيان إلى أنه «يجب ألّا تخون الذاكرة فخامة الرئيس عنها وعن الانتصارات الوطنية، التي كرست وجود لبنان الأرض والشعب والقيم المشتركة».
ورأى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة، أن استمرار سليمان في الحكم غير ممكن «بعد أن أصبح فريقاً في الصراع ربطاً بأجندات خارجية، وهو ما يسيء الى موقع الرئاسة أكثر ممن هاجموا هذا الموقع».
في المقابل، رأى وزير العدل اللواء أشرف ريفي عبر «تويتر» أن «زمن الفجور والتطاول انتهى». وأضاف: «سنبني لجميع اللبنانيين دولة يسودها القانون والاحترام، ومن يعش يرَ».
من جهته، رأى وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي أن خطاب سليمان في جامعة الروح القدس في الكسليك،«جاء من أجل تسهيل صدور البيان الوزاري وعدم تمسك الأفرقاء في لجنة صياغة البيان بالمواقف والطروحات التي تعوق إنجازه». وأكد حناوي في بيان، أن «القيم الوطنية المشتركة التي وردت في كلمة سليمان تتضمن في مفهومها الجيش والمقاومة والعيش المشترك والعدالة وحرية التعبير والمعتقد وغيرها من القيم».
وأعلن وزير الإعلام رمزي جريج، خلال لقائه جمعية مراسلي الصحف العربية في لبنان أنه سيجتمع مع المجلس الوطني للإعلام «الذي هو مجلس استشاري، وأريد أن أستمزج رأيه، وسأتصل بمسؤولي وسائل الإعلام وأطلب منهم تغليب المصلحة العامة على المصالح الأخرى».
بدوره أعلن رئيس المجلس عبد الهادي محفوظ أن التشهير بمقام الرئاسة الأولى، ونشر كلمات نابية بحقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الإعلام مرفوض، لافتاً إلى أن المجلس الوطني للإعلام سيجتمع الأسبوع المقبل لبحث القضايا المطروحة.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي