«بيروت إلى بيجينغ» بحثاً عن موطئ قدم

تبدأ يوم الجمعة المقبل فعاليات مشروع "بيروت إلى بيجينغ" بعنوان "حزام واحد طريق واحد: من لبنان إلى الصين". هذا العنوان يعكس رغبة في إعادة إنتاج موقع لبنان على ما يُعرف بـ"خطّ الحرير". عرّاب هذا المشروع، الوزير السابق عدنان القصّار، قال لـ"الأخبار"الهدف أن يكون لبنان محرّك العلاقات الاقتصادية بين الصين وكلّ من الدول العربية وأفريقيا وأميركا الجنوبية أيضاً"، مشيراً إلى أن فعاليات المشروع ستنتقل في السنة المقبلة إلى لبنان لتصبح "بيجينغ إلى بيروت".
جاء هذا المشروع في إطار استراتيجية الصين للشرق الأوسط التي أطلقت تحت عنوان «بناء حزام اقتصادي على طريق الحرير» و«طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين». عُرفت هذه الاستراتيجية باسم «الحزام والطريق»، وهي تشمل عدداً كبيراً من البلدان التي تقع ضمن المسالك والدروب البرّية التي توصل شواطئ البحر المتوسط بالصين عبر سوريا والعراق، وصولاً إلى إيران والهند، أي الخطّ البحري الذي كان ينقل تجارة جنوب وشرق آسيا إلى أوروبا.
وقد أتت فكرة المشروع على هامش تكريم الرئيس الصيني شي جين بينغ لشخصيات عربية بينها القصار، الذي نال "جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية - العربية". يومها كلّف الرئيس الصيني وزيرة الثقافة ورئيسة جمعية الصداقة الصينية مع الشعوب الأجنبية لي كسياولين والقصار بالعمل على تكثيف العلاقات مع العالم العربين وجرى "الاتفاق على إقامة سلسلة نشاطات تتسم بطابع اقتصادي وثقافي في سياق تطبيق استراتيجية الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" وفق القصار.
والمعروف أن حجم التبادل العربي الصيني يبلغ 240 مليار دولار، علماً بأن التبادل اللبناني الصيني يقدّر بنحو ملياري دولار في حدّه الأقصى، فيما يميل الميزان التجاري لمصلحة الصين بنسبة كبيرة. لبنان استورد من الصين بقيمة 2 مليار دولار في عام 2015 وصدّر إليها بما قيمته 9.8 ملايين دولار. في 2012 كان قيمة صادرات لبنان إلى الصين 31 مليون دولار فيما بلغت وارداته من الصين 1.7 مليار دولار. إلا انه لا يمكن اختصار العلاقات مع الصين بالميزان التجاري، فالصين لديها المعرفة التكنولوجية الهائلة التي يمكن أن تضعها بيد اللبنانيين، ولديها أعداد هائلة من السيّاح الصينيين... ما يفتح أبواب الاستفادة من طريق الحرير على مصراعيها.
ويقول القصار إن "دور لبنان في هذه الاستراتيجية حيوي جداً لجهة تنمية العلاقات الصينية مع الدول الواقعة على طريق الحرير"، لافتاً إلى أن فعاليات المشروع ستكون مداورة بين لبنان والصين، أي إنه في السنة المقبلة ستنتقل هذه الفعاليات إلى لبنان تحت عنوان "بيجينغ إلى بيروت".
يشارك في الفعاليات وفداً من لبنان برئاسة القصار يضمّ مجموعة رجال أعمال وممثلي شركات (نبيذ زيت الزيتون، المكسرات، الألبان...) فضلاً عن طباخين لبنانيين وموسيقيين وعروض أزياء وغيرهم من المشاركين. وتستمر فعاليات المشروع من 15 تموز إلى 29 تموز تزامناً مع ذكرى مرور 45 عاماً على إقامة العلاقات الديبلوماسية بين الصين ولبنان في عام 1972، على أن يلتقي القصار رئيس جمهورية الصين الشعبية Xi Jinping، والزعيم الصيني WANG Zhengwei وعدداً من الشخصيات السياسية والمصرفية والأكاديمية.

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي