السنيورة يقتطع يوماً لطرابلس... مبروك!

طبعاً، هلل الكثيرون لهذه الصحوة، وسرعان ما وُزّعت البيانات «المدبّجة» للترحيب بهذه الخطوة الفظيعة، وكأن كل ما كان ينقص طرابلس هو استقطاع يوم واحد من أيام رئيس الحكومة، وتُحلّ المشكلة.
تناسى السنيورة، وأصحاب بيانات الترحيب، أن هذه المدينة تستحق أكثر من ذلك، فمنطقة الشمال تضمّ اليوم العدد الأكبر من فقراء لبنان، وبحسب الدراسات الإحصائية لعامي 2004 و2005، يعيش أكثر من 17% من أبناء الشمال تحت خط الفقر المدقع، فيما أكثر من 52% يعيشون تحت خط الفقر العام، المحدد بأقل من 4 دولارات يومياً للفرد... وتُعدّ هذه المعدّلات هي الأعلى على المستوى الوطني، ويمثل مؤشّر العجز العائد للفقر في هذه المنطقة 2.4 أضعاف المعدّل العام في لبنان.
وأكثر من ذلك، يعيش في الشمال 20.7% من سكّان لبنان، إلّا أنّ هذه المنطقة تحوي حوالى 46% من اللبنانيّين الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع، وحوالى 38% من اللبنانيّين الذين يعيشون تحت خط الفقر العام.
إن هذه المؤشّرات الخطيرة في منطقة الشمال تستدعي تحركاً رسمياً يتجاوز الأهداف السياسية والانتخابية، فالحكومة مطالبة بإقرار الكثير من المشاريع والبرامج الموجودة على الرف، والمخصصة لمنطقة الشمال، والتي تساهم في التخفيف من معدّلات الفقر والبطالة والأمية وتردّي الخدمات في هذه المنطقة المحرومة.
(الأخبار)