جميلة ترفع يدها لتلامس هواء فلسطين

كفركلا ـ كامل جابر
قانا ـ آمال خليلهكذا، ما إن وقعت عينا بطلة تحرير الجزائر على مشهد فلسطين الذي ينكشف للناظر كأجمل ما يكون من هنا، وأمام عبور آليات العدو الإسرائيلي خلف الأسلاك المحيطة بمستعمرة المطلة، رأت جميلةُ المناضلات، أول من أمس، في ردّ على سؤال لـ«الأخبار»،أن «الدموع مقاومة». وقالت «تريد مني أن أتكلم عربي؟ما نفهمش؛ أنا أتكلم لغة فرنساوية، حرام عليكم، ليه تحرجوني كده؟ أنا خرّجت (أخرجت) فرنسا (من الجزائر) بلغتها. تسألوني لِمَ الدموع؟ هذه التضحية كلها ما تستاهلش دموعنا؟ أقول للمرأة العربية ما تخبيش (لا تخبّئ) دموعها، تأخذ فأساً وتبني، ودموعها على خدها علشان رجال العرب يحنّوا قليلاً، يكونوا أقوياء ويعاونوها».
كتفاً إلى كتف، وقفت جميلة، إلى جانب جميلة فلسطين ليلى خالد، في هذا المكان المعبّر، بدعوة من عقيلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وضمن جولة شملت إلى معتقل الخيام، مجمع نبيه بري لتأهيل المعوقين في الصرفند، وانتهت مكرّمة في دارة بري في المصيلح.
وقالت بري: «نحن أمام مناضلتين من الطراز الأول مثّلتا قوة ومهّدتا الطريق أمام الأجيال، نساءً ورجالاً، حتى نكون ما نحن عليه اليوم. نقول لهما: شرّفتما التاريخ العربي وخططتما بأحرف من ذهب تاريخنا ومستقبلنا، وسنكون أوفياء لتضحياتكما». بعدها انتقل الجميع إلى معتقل الخيام حيث قدّم أسرى محرّرون، شهادات عن التعذيب الذي تعرّضوا له. ورداً على سؤال، قالت بو حيرد: «أقف معكم الآن فوق هذه الأرض الطيبة لأطلب منكم أن تعتبرونني واحدة منكم، أي لبنانية، وأقول لأهل غزة وأنا على مقربة من فلسطين أتمنى لو أن لي أجنحة لأطير نحو غزة».
وفي دارة الرئيس بري في المصيلح، حيث أقامت السيدة بري مأدبة غداء تكريمية توجه الرئيس بري بكلمة لجميلة وأخبرها أنه «طردتُ 5 أيام من المدرسة، لأنني كنت متضامناً معك».
وفي اليوم الثاني لزيارتها التي تنتهي اليوم، وبعد تفقّدها ساحات المقاومة في بنت جبيل ومارون الرأس أمس، استنفدت جميلة بو حيرد دموعها على أكتاف ذوي شهداء مجزرة قانا الأولى، خلال زيارتها للبلدة. كما استنفدت الجميلة وقتاً إضافياً على برنامج استقبالها الذي نظمته لجنة تخليد شهداء المجزرة، عندما ارتمت في أحضان الأمهات والناجيات والأطفال كل على حدة وأفردت لهم الكثير من الدمع والحرقة التي كست الوجه الأبيض النقي، ما لامس القلوب، فتحولت الزيارة إلى لقاء مبلل بالدموع.
أما هي، ولأنه «لا كلام لي في حضرة الشهداء» فقد تركت الكلام للجزائرية نورا زراقط المتزوجة بلبناني لتتحدث «بلسان مقاومي الجزائر لأنها ابنة أول شهيد جزائري ضد الاحتلال الفرنسي قضى تحت التعذيب في معركة طورا».

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

محتوى موقع «الأخبار» متوفر تحت رخصة المشاع الإبداعي 4.0©2025

.يتوجب نسب المقال إلى «الأخبار» - يحظر استخدام العمل لأغراض تجارية - يُحظر أي تعديل في النص، ما لم يرد تصريح غير ذلك

صفحات التواصل الاجتماعي