الخط
Strong>عشية توجه رئيس لحكومة سعد الحريري إلى طهران، وبالتزامن مع ترحيب سعودي بأي جهد إن كان من قطر أو تركيا أو إيران لتحصين وضع لبنان، ظهر وزير خارجية مصر مطالباً إيران بعدم التدخل في العراق ولبنان والبحرين
على عكس التجهّم الذي قابل به الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال زيارته لبنان الشهر الماضي، يتجه رئيس الحكومة سعد الحريري إلى طهران اليوم، مع وفد وزاري ترجح فيه كفة 14 آذار على 8 آذار، ويمضي في ربوع ولاية الفقيه 3 أيام، يلتقي خلالها كبار مسؤوليها وعلى رأسهم وليّ الفقيه السيد علي الخامنئي. وذلك بعدما استبق زيارته بحديث لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، نوّه فيه بتاريخية العلاقات بين لبنان وإيران عموماً، مع تمييزه للعلاقات السياسية، التي أعرب عن تطلعه إلى أن تكون بين دولتين «تحترم كل منهما سيادة الدولة الأخرى ومصالحها»، وتنطلق من ذلك «لبناء علاقات بين المؤسسات».
كذلك تحدث الحريري، عن دور طبيعي لإيران في المنطقة ينطلق من حجمها ووزنها التاريخي والسياسي والاقتصادي وعراقتها الحضارية، مشيراً إلى ما يجمع بينها وبين العرب من تاريخ وجغرافيا ومصالح، محذراً من «أن ضرب الاستقرار في أي دولة من دول المنطقة هو بمثابة تهديد لمصالح العرب وإيران في آن واحد»، ومن هذا المنطلق، رأى «أن إيران معنية بكل مسعى لتوفير مقومات الاستقرار في كل بلدان المنطقة، ومن ضمنها لبنان، الذي ينظر بإيجابية تامة إلى مساعي القيادتين السعودية والسورية لتثبيت الاستقرار فيه».
ورغم أن مجلس الوزراء معطل بسبب مسألة شهود الزور، قال الحريري إن هذه المسألة «تعالج في إطارها القانوني». ورأى أن التسريبات الإعلامية في شأن القرار الاتهامي لا تخدم العدالة، نافياً أن يكون قد اتهم حزب الله في جريمة اغتيال والده.
وفي حديث إلى صحيفة واشنطن بوست، وبعدما لفت إلى خوف اللبنانيين من حالة الانقسام الحالية، قال الحريري إن البحث في سبل الحل «وفهم مخاوف حزب الله وغيره، والاعتراف بأن هذه المواضيع هي بمثابة مشكلة للبنان فعلياً، تحتم التفكير ملياً في الحفاظ على لبنان موحداً تلافياً لوقوع نزاع طائفي، والعمل على توحيد المواطنين بغضّ النظر عن الاختلافات الموجودة». ورأى أنه «يجب النظر إلى أبعد مما يحصل حالياً»، و«إذا ما تمكّنا من القيام بذلك فأعتقد أننا سنكون بخير». ونفى وجود تراجع في علاقته الشخصية بسوريا. وعزا وجود المشكلة في لبنان والمنطقة إلى عدم التوصل إلى «عملية سلام حقيقية» عام 1991، مشيراً إلى عدم وجود «المجموعات المتطرفة» في التسعينيات، وذكر من هذه المجموعات: القاعدة وحركة حماس!
وفيما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر وزاري لبناني أن الإيرانيين سيحاولون تقريب وجهات النظر بين حزب الله والحريري، جزم سفير إيران غضنفر ركن أبادي بأن زيارة رئيس الحكومة لطهران، «ستنعكس حتماً إيجاباً على الساحة اللبنانية»، داعياً إلى الانتظار 3 أيام «لتتظهّر هذه النتائج الإيجابية مباشرةً». وأعلن في دردشة مع الوفد الإعلامي اللبناني الذي سبق الحريري إلى طهران، أن بلاده ليست مع فريق ضد آخر. ورداً على سؤال عن المحكمة الدولية، قال إن إيران «مع المظلوم ومع معاقبة الجاني بشرط أن تعمل المحكمة بعيداً عن التسييس».
ومع تأكيده أن «الجسر السوري ـــــ السعودي الذي يقف عليه لبنان لا يزال متيناً»... «وسيقود إلى الانفراج»، وجزمه بوجود «مسعى جدي وجهود تبذل، وكلها تصب في كيفية إيجاد حلّ يرضي اللبنانيين»، قال إن الرياض «تبارك أيّ حل لبناني ـــــ لبناني يحول دون دخول لبنان في نفق مظلم، أو أن يكون عرضة لإفرازات قد تنجم عن أي قرار يضر بالسلم الأهلي»، مردفاً أن «الكل يرى أن الحل يجب أن يكون لبنانياً، وأن يتخذ المسؤولون اللبنانيون أنفسهم خطوات لدرء الفتنة التي لا يتمناها إلّا عدوّ لبنان».
ودعا عسيري إلى «التوقف عند التناقضات» التي تنشرها وسائل إعلامية عن القرار الاتهامي «بدءاً من دير شبيغل وصولاً إلى تقرير CBC»، و«التفكير بمسؤولية في الهدف من هذه التسريبات التي تريد للفرقاء في لبنان أن ينالوا من بعضهم بعضاً، وتريد أيضاً زرع الفتنة بينهم، وهي تهدف إلى ضرب الوحدة العامة». وحذر اللبنانيين، ولا سيما الإعلام، من طريقة التعاطي معها، واحتضانها بطريقة تسخّر الأهداف غير النبيلة التي تبتغيها الجهات المسربة»، متمنّياً أن «يحكم الجميع المنطق حيال ما يجري خدمةً للبنان ولعدم إقحامه في الفتنة».
يجب ترك لبنان لحاله
لكن وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط، اختار هذا التوقيت لشن هجوم عنيف على إيران، التي اتهمها بالتدخل في شؤون عدد من الدول العربية، وقال في حديث لصحيفة الشرق القطرية: «نقول لإخوتنا في إيران، إذا ما كانت هذه الإشارات والإيحاءات والإيماءات (التدخلات) صحيحة، فيجب أن يتوقفوا، ويجب أن يُترك العراق في حاله، ويجب أن يترك لبنان لحاله، ويجب ألّا تتعرض إيران للبحرين بأيّ شكل من الأشكال». ورأى أن هناك أياديَ تحاول أن تستخدم «هذه البلاد العربية ككروت وأوراق في تنافس بين إيران والقوى الغربية»، مردفاً أن «أمن دول الخليج يأتي أولاً، ومصر تعطيه أكبر قدر من اهتمامها». ووصف علاقة بلاده بإيران بأنها «علاقة هادئة مستقرة، لكن لا جديد فيها حالياً».
ومن قطر أيضاً، سأل النائب سليمان فرنجية، في عشاء أقامه على شرفه تيار المردة، عما إذا كانت بعض الدول تريد معرفة حقيقة من قتل الرئيس رفيق الحريري «أم هي تسعى الى الفتنة السنية ـــــ الشيعية؟»، لإراحة إسرائيل من المقاومة. وحذّر من أنه إذا اتهم القرار الاتهامي حزب الله فـ«الأحداث ستسبق كل شيء»، لأن هناك «أجهزة استخبارية على الساحة اللبنانية تعمل لمصلحة إسرائيل»، لذلك شدد على ضرورة «المعالجة الآن، واستباق صدور القرار الظني وتأكيد التضامن اللبناني، وإعلان أنّ هذه المحكمة تريد خراب لبنان». ودعا إلى عدم إخافة الناس من سلاح المقاومة لأن «هذا السلاح هو ضد إسرائيل ولن يزول إلا بعملية سلام عادل وكامل وشامل، وأيّ سلام منفرد لا يلغيه».
على عكس التجهّم الذي قابل به الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال زيارته لبنان الشهر الماضي، يتجه رئيس الحكومة سعد الحريري إلى طهران اليوم، مع وفد وزاري ترجح فيه كفة 14 آذار على 8 آذار، ويمضي في ربوع ولاية الفقيه 3 أيام، يلتقي خلالها كبار مسؤوليها وعلى رأسهم وليّ الفقيه السيد علي الخامنئي. وذلك بعدما استبق زيارته بحديث لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، نوّه فيه بتاريخية العلاقات بين لبنان وإيران عموماً، مع تمييزه للعلاقات السياسية، التي أعرب عن تطلعه إلى أن تكون بين دولتين «تحترم كل منهما سيادة الدولة الأخرى ومصالحها»، وتنطلق من ذلك «لبناء علاقات بين المؤسسات».
كذلك تحدث الحريري، عن دور طبيعي لإيران في المنطقة ينطلق من حجمها ووزنها التاريخي والسياسي والاقتصادي وعراقتها الحضارية، مشيراً إلى ما يجمع بينها وبين العرب من تاريخ وجغرافيا ومصالح، محذراً من «أن ضرب الاستقرار في أي دولة من دول المنطقة هو بمثابة تهديد لمصالح العرب وإيران في آن واحد»، ومن هذا المنطلق، رأى «أن إيران معنية بكل مسعى لتوفير مقومات الاستقرار في كل بلدان المنطقة، ومن ضمنها لبنان، الذي ينظر بإيجابية تامة إلى مساعي القيادتين السعودية والسورية لتثبيت الاستقرار فيه».
ورغم أن مجلس الوزراء معطل بسبب مسألة شهود الزور، قال الحريري إن هذه المسألة «تعالج في إطارها القانوني». ورأى أن التسريبات الإعلامية في شأن القرار الاتهامي لا تخدم العدالة، نافياً أن يكون قد اتهم حزب الله في جريمة اغتيال والده.
وفي حديث إلى صحيفة واشنطن بوست، وبعدما لفت إلى خوف اللبنانيين من حالة الانقسام الحالية، قال الحريري إن البحث في سبل الحل «وفهم مخاوف حزب الله وغيره، والاعتراف بأن هذه المواضيع هي بمثابة مشكلة للبنان فعلياً، تحتم التفكير ملياً في الحفاظ على لبنان موحداً تلافياً لوقوع نزاع طائفي، والعمل على توحيد المواطنين بغضّ النظر عن الاختلافات الموجودة». ورأى أنه «يجب النظر إلى أبعد مما يحصل حالياً»، و«إذا ما تمكّنا من القيام بذلك فأعتقد أننا سنكون بخير». ونفى وجود تراجع في علاقته الشخصية بسوريا. وعزا وجود المشكلة في لبنان والمنطقة إلى عدم التوصل إلى «عملية سلام حقيقية» عام 1991، مشيراً إلى عدم وجود «المجموعات المتطرفة» في التسعينيات، وذكر من هذه المجموعات: القاعدة وحركة حماس!
وفيما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر وزاري لبناني أن الإيرانيين سيحاولون تقريب وجهات النظر بين حزب الله والحريري، جزم سفير إيران غضنفر ركن أبادي بأن زيارة رئيس الحكومة لطهران، «ستنعكس حتماً إيجاباً على الساحة اللبنانية»، داعياً إلى الانتظار 3 أيام «لتتظهّر هذه النتائج الإيجابية مباشرةً». وأعلن في دردشة مع الوفد الإعلامي اللبناني الذي سبق الحريري إلى طهران، أن بلاده ليست مع فريق ضد آخر. ورداً على سؤال عن المحكمة الدولية، قال إن إيران «مع المظلوم ومع معاقبة الجاني بشرط أن تعمل المحكمة بعيداً عن التسييس».
الرياض ترحّب بأي مسعى قطري أو تركي أو إيراني لمساعدة لبنان والقاهرة تطالب بتركه لحاله!
في هذا الوقت، أعلن سفير السعودية علي عواض عسيري، أن «أي جهد عربي أو غير عربي، إن كان من قطر أو تركيا أو إيران (...) مرحّب به، وهو يصبّ في عملية تحصين الداخل اللبناني، ويقود إلى استقرار لبنان». ونفى في حديث إلى تلفزيون «ان بي ان» تأثر الاتصالات السورية ـــــ السعودية بالظرف الصحي الذي طرأ على ملك السعودية «الذي تعافى وسيعود إلى وطنه قريباً»، مؤكداً أنّ هذه الاتصالات «وإن كانت غير رسمية، فإنها موصولة ومتواصلة عبر مختلف الوسائل». ووصف الكلام عن جمود المساعي بأنه «مجرد تخيّلات، لأن توجيهات الملك واضحة بأن يكون لبنان من أولويات القيادة السعودية»، وبعمل «كل ما يساعد على توفير الأمن والاستقرار فيه». وأضاف إن السعودية «ملكاً وقيادة، لن تتخلى عن التزاماتها تجاه لبنان أو عن التنسيق مع القيادة السورية». ومع تأكيده أن «الجسر السوري ـــــ السعودي الذي يقف عليه لبنان لا يزال متيناً»... «وسيقود إلى الانفراج»، وجزمه بوجود «مسعى جدي وجهود تبذل، وكلها تصب في كيفية إيجاد حلّ يرضي اللبنانيين»، قال إن الرياض «تبارك أيّ حل لبناني ـــــ لبناني يحول دون دخول لبنان في نفق مظلم، أو أن يكون عرضة لإفرازات قد تنجم عن أي قرار يضر بالسلم الأهلي»، مردفاً أن «الكل يرى أن الحل يجب أن يكون لبنانياً، وأن يتخذ المسؤولون اللبنانيون أنفسهم خطوات لدرء الفتنة التي لا يتمناها إلّا عدوّ لبنان».
ودعا عسيري إلى «التوقف عند التناقضات» التي تنشرها وسائل إعلامية عن القرار الاتهامي «بدءاً من دير شبيغل وصولاً إلى تقرير CBC»، و«التفكير بمسؤولية في الهدف من هذه التسريبات التي تريد للفرقاء في لبنان أن ينالوا من بعضهم بعضاً، وتريد أيضاً زرع الفتنة بينهم، وهي تهدف إلى ضرب الوحدة العامة». وحذر اللبنانيين، ولا سيما الإعلام، من طريقة التعاطي معها، واحتضانها بطريقة تسخّر الأهداف غير النبيلة التي تبتغيها الجهات المسربة»، متمنّياً أن «يحكم الجميع المنطق حيال ما يجري خدمةً للبنان ولعدم إقحامه في الفتنة».
يجب ترك لبنان لحاله
لكن وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط، اختار هذا التوقيت لشن هجوم عنيف على إيران، التي اتهمها بالتدخل في شؤون عدد من الدول العربية، وقال في حديث لصحيفة الشرق القطرية: «نقول لإخوتنا في إيران، إذا ما كانت هذه الإشارات والإيحاءات والإيماءات (التدخلات) صحيحة، فيجب أن يتوقفوا، ويجب أن يُترك العراق في حاله، ويجب أن يترك لبنان لحاله، ويجب ألّا تتعرض إيران للبحرين بأيّ شكل من الأشكال». ورأى أن هناك أياديَ تحاول أن تستخدم «هذه البلاد العربية ككروت وأوراق في تنافس بين إيران والقوى الغربية»، مردفاً أن «أمن دول الخليج يأتي أولاً، ومصر تعطيه أكبر قدر من اهتمامها». ووصف علاقة بلاده بإيران بأنها «علاقة هادئة مستقرة، لكن لا جديد فيها حالياً».
ومن قطر أيضاً، سأل النائب سليمان فرنجية، في عشاء أقامه على شرفه تيار المردة، عما إذا كانت بعض الدول تريد معرفة حقيقة من قتل الرئيس رفيق الحريري «أم هي تسعى الى الفتنة السنية ـــــ الشيعية؟»، لإراحة إسرائيل من المقاومة. وحذّر من أنه إذا اتهم القرار الاتهامي حزب الله فـ«الأحداث ستسبق كل شيء»، لأن هناك «أجهزة استخبارية على الساحة اللبنانية تعمل لمصلحة إسرائيل»، لذلك شدد على ضرورة «المعالجة الآن، واستباق صدور القرار الظني وتأكيد التضامن اللبناني، وإعلان أنّ هذه المحكمة تريد خراب لبنان». ودعا إلى عدم إخافة الناس من سلاح المقاومة لأن «هذا السلاح هو ضد إسرائيل ولن يزول إلا بعملية سلام عادل وكامل وشامل، وأيّ سلام منفرد لا يلغيه».