الملهاة السعوديّة: كيف تَخسر حرباً نفسيّة؟
يَجدر بالسعودية، في أعقاب إنهاء عدوانها على اليمن وخروجها من هذا البلد، أن تعكف على إعداد دليل تَهتدي به الأمم، في كيفية خسارة الحروب، عسكرياً وسياسياً ودعائياً. ذلك أن المملكة لم توفّر أيّ مغطس يمكن أن يسقط فيه غازٍ، إلّا نزلت فيه، وكأن مهمّتها كانت هزْم نفسها، وليس الانتصار على «أعدائها». وبعد قرابة سبْع سنوات من هذه الحرب التي ترفض أن تمنح الرياض مكسباً، لا يزال محمد بن سلمان يضرب خبْط عشواء، ويسير على غيْر هدى، حتى تكاد قصّته مع «أنصار الله» تتحوّل إلى ملهاةٍ تُدرّس. هو البؤس المثير للشفقة عَيْنُه الذي كان يَظهر به أحمد عسيري في الأيام الأولى للحرب، عاد تركي المالكي ليستنسخه على أعتاب العام السابع، إنّما بصورة أردأ وأكثر استدعاءً للدهشة، لا من حجم المغالطات فقط، وإنّما أيضاً من الإخراج المضحك ــــ المبكي، والذي يكاد لا يستدعي إلّا نُصح ابن سلمان بالاستغناء عن مستشاريه «الملهِمين». على أن السعودية قد تكون معذورة في ذلك كله، فإلى جانب ما يجري في مأرب، جاءت تطورات جبهة اليتمة بمحاذاة نجران، لتسحب من المملكة «ورقة القوة» التي ظلّت ضنينة بها لستّة عقود، وتجعل حدودها مكشوفة أمام «أنصار الله»، بلا أيّ حائط صدّ