ومن المتوقع أن ترد الصين فور دخول الرسوم الأميركية حيز التنفيذ عبر فرض رسوم على منتجات بالقيمة ذاتها تقريباً لكن مع تركيز أكبر على المنتجات الزراعية، بينما قال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، غاو فنغ، إن «الولايات المتحدة هي التي تسببت بهذه الحرب التجارية، نحن لا نريد أن نخوضها، ولكن حفاظاً على مصالح البلاد والناس، ليس أمامنا من خيار سوى أن نقاتل». وأشار غاو أمس، إلى أنه ضمن قائمة المنتجات البالغة قيمتها 34 مليار دولار والمدرجة على القائمة الأميركية، هناك بضائع بقيمة نحو 20 مليار دولار (أي ما يعادل ثلثي المنتجات المدرجة) من صنع شركات استثمارية أجنبية تمثل الشركات الأميركية «قسماً مهماً» منها، لافتاً إلى أن «التدابير الأميركية تتعرض في الأساس للإمدادات العالمية ولسلسلة القيمة. وببساطة، الولايات المتحدة تطلق النار على كل العالم، وتطلق النار على نفسها كذلك».
حضت غرفة التجارة الأميركية ترامب على إعادة النظر في إجراءاته
بدورها، حذرت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، من الدخول في دوامة الإجراءات الانتقامية، مشيرة إلى أنها لن تخلق سوى «خاسرين من الطرفين».
وكان خبراء في العلوم الاقتصادية قد حذروا على مدى أشهر من الضرر المحتمل على الاقتصاد الأميركي والعالمي على حد سواء جراء تطبيق سياسات تجارية عدائية وحمائية، مشيرين إلى أن ذلك قد يرفع الأسعار ويحدث هزة في سلاسل الإمداد العالمية. لكن فريق ترامب لم يأبه كثيراً لهذه التحذيرات حيث وصفها وزير التجارة الأميركي ويلبور روس، بأنها «سابقة لأوانها وربما حتى غير دقيقة».
وعلى رغم أن غرفة التجارة الأميركية النافذة، كانت قد حضّت ترامب هذا الأسبوع على إعادة النظر في اجراءاته، لافتةً إلى أن الرسوم الانتقامية باتت تؤثر في صادرات أميركية بقيمة 75 مليار دولار وتهدد الوظائف، إلا أن الأخير بقيّ على النهج ذاته. وراح يتباهى بالإعلان عن فرص العمل التي باتت متاحة في مصانع الحديد الصلب جراء الرسوم، علماً أنّ الجهات المصنعة حذرت من أنه سيتم فقدان الكثير من الوظائف في الشركات المنتجة للسيارات وقطعها والمعدات وغيرها من المنتجات التي تعتمد على المكونات المستوردة.