خيمينس: معركة الأسلحة انتهت وبدأت معركة الأفكار
وينص أحد البنود الستة التي تتألف منها الاتفاقية على أن تصدر بوغوتا عفواً عن المقاتلين غير المتهمين بارتكاب أعمال عنف خطيرة، «أي عن معظم المتمردين»، بحسب أحد المراقبين. أما أولئك الذين ارتكبوا «مجازر» أو مارسوا «التهجير أو الاعتداءات الجنسية أو تجنيد قاصرين»، فسيحاكَمون أمام محاكم خاصة، حيث يمكن المقاتلين الذين يعترفون بجرائمهم أن يتجنبوا السجن، وتحمّل عقوبات بديلة إذا ما اعترفوا بذنوبهم.
في المقابل، تحدد الاتفاقية آليات تعويض لضحايا الصراع الذي أوقع في كولومبيا منذ نحو 52 عاماً، 260 ألف قتيل و45 ألف مفقود، وسبّب نزوح نحو 6.9 ملايين شخص، بحسب بعض التقديرات. وتنص الاتفاقية على أن تقدّم الحكومة الكولومبية ضمانات قانونية وأمنية للمتمردين ليتمكنوا من إشغال وظائف عامة ومشاركتهم في الحياة السياسية، دون أن يكونوا معرّضين للقتل كما في السابق. وتتعهد الحكومة كذلك باتخاذها إجراءات مختلفة تتعلق بالقطاع الزراعي، أهمها برنامج لتأمين بدائل للزراعات غير القانونية، التي تشكل راهناً مصادر تمويل للمجموعات المسلحة.
«اليوم انتهت الحرب»، أعلن الرئيس الكولومبي، خوان مانويل دوس سانتوس، الذي عرض نص الاتفاق على البرلمان. لكن رئيس الدولة أضاف محذراً أن «المفاوضات انتهت والاتفاق أُبرم ويعود إليكم، أنتم الكولومبيين، أن تقرروا بأصواتكم ما إذا كنتم تدعمون هذا الاتفاق التاريخي الذي ينهي هذا النزاع الطويل بين أبناء أمة واحدة». وليصدِّقَ الناخبون على الاتفاق، ينبغي أن يشارك ما لا يقل عن 25% من الناخبين في الاستفتاء، على أن يؤيده 13% منهم، أي نحو 4.4 ملايين مقترع.
من جهته، قال القائد الأعلى لـ«فارك»، تيموليون خيمينس (الملقّب بـ«تيموشنكو»)، إن «حالة عدم اليقين انتهت». وفي هافانا، رأى كبير المفاوضين في وفد «فارك»، إيفان ماركيز، أن فصلاً جديداً قد فُتح في كولومبيا، وأنه «يمكننا الآن أن نعلن أن معركة الأسلحة انتهت، وبدأت معركة الأفكار».
وفي جميع أنحاء البلاد تقريباً، خرج عدد كبير من المواطنين إلى الشوارع، رافعين الأعلام الوطنية وبالونات كُتب عليها كلمة «نعم»، تعبيراً عن دعم حامليها لاتفاقية السلام، رغم أن الأخير لا يلقى ترحيب جميع الكولومبيين، ولا سيما جزء من الرأي العام يقوده الرئيس السابق، ألفارو أوريبي، يرى أن الاتفاق يفتح الطريق لإفلات متمردين ارتكبوا «فظائع» من العقاب.
(الأخبار، أ ف ب)