وفي السياق نفسه، طمأن أمس وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أن موسكو لن تعترف (في المدى المنظور) بجمهوريتَي دونيتسك ولوغانسك في منطقة الدونباس، شرق أوكرانيا، اللتين أعلنتا استقلالهما عن كييف بنتيجة استفتاء شعبي، إثر «انقلاب اليورو ــ ميدان» في كييف، والذي أوصل «نازيين جدداً» ومعادين لروسيا إلى السلطة.
لافروف: روسيا لن تتخلى عن جنوب شرق أوكرانيا
وقال لافروف في مقابلة لصحيفة «كوسمولسكايا برافدا» إنه «مقتنع» بأن اعتراف موسكو بهاتين الجمهوريتين «سيكون غير منتج»، وذلك لأن من شأنه أن يمنح الغرب الذريعة لترك سلطات كييف تتنصل من تطبيق اتفاقات «مينسك» لحل الأزمة في أوكرانيا (والتي تتضمّن اللامركزية الموسّعة).
وفي الوقت نفسه، طمأن لافروف إلى أن بلاده «لن تتخلى عن جنوب شرق أوكرانيا أو تنساه»، مذكّراً بأن موسكو تدعم هذا الإقليم بشكل نشط، «وليس سياسياً فقط»، بل «بالمساعدات الإنسانية وحل المشاكل الاقتصادية» أيضاً.
والصراع في أوكرانيا يمثّل الذريعة الأساسية لتصعيد حلف شمال الأطلسي من عدوانيته تجاه روسيا. وفي هذا السياق، قال أمس السفير الروسي لدى الحلف، الكسندر غروشكو، إن «الحلف يعتمد أساليب أمنية كانت سارية خلال الحرب الباردة... ويدعونا للعودة إلى الماضي»، وذلك بمواصلته سياسة «احتواء» روسيا، في الوقت نفسه الذي يدعو فيه إلى فتح حوار سياسي معها.
والاثنين الماضي، قال رئيس مجلس الحلف، الأميركي مايكل تيرنر، إن «التحدي الذي تمثله روسيا حقيقي وخطير»، وذلك من ضمن الإعلان الذي أصدره اجتماع المجلس المذكور، بمشاركة نحو 250 برلمانياً من دول الحلف الـ28. وعبّر تيرنر عن «أسفه» لما وصفه بـ«استخدام روسيا القوة ضد جاراتها، ومحاولة ترهيب حلفاء حلف شمال الاطلسي»، زاعماً أن ذلك «لم يترك للحلف خيارات سوى التفكير في احتمال أن ترتكب روسيا عملاً عدوانياً ضد دولة عضو في الحلف، تعتبره تهديداً محتملاً».
ورأى غروشكو أن «الأطلسي لا يشعر بارتياح في غياب خصم كبير تُستخدم صورته لتعود المنظمة الى الواجهة السياسية الدولية... ولجعل الأوروبيين ينفقون الأموال على الدفاع، ولشراء معدات عسكرية أميركية».
(الأخبار، تاس، أ ف ب)