ورغم مشاركة تشيلسي ضمن فاعليات ويمبلي النهائية مرتين هذا الموسم، إذ سبق له أن خسر نهائي كأس «كاراباو» أمام ليفربول (1-0) قبل أسابيع، إلا أن جماهير الفريق غير راضية عن فريقها.
التغريدات المطالبة بإقالة المدرب الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو تُغرق مواقع التواصل الاجتماعي، خاصةً على منصة «X» (تويتر سابقاً)، إثر افتقار الفريق للشخصية التي اعتادتها الجماهير في ما سبق. ورغم ضرورة التغيير، فإن النهوض قد لا يستوجب إقالة المدرب، بل قد ينحصر الأمر ربما بتعديل سياسات النادي، وهو ما طالب به بوكيتينو بعد نهاية المباراة الكارثية أمام آرسنال.
يتضح جلياً افتقار لاعبي تشيلسي للنضج الكروي والخبرة الكافية للمنافسة على الألقاب، أو بالحد الأدنى، للمنافسة على مقاعد مؤهلة إلى المسابقات الأوروبية، حيث يبلغ معدّل أعمار لاعبي «البلوز» 23.7، وهو الأدنى في الدوري الإنكليزي الممتاز مقارنةً بالفرق الـ19 الأخرى تبعاً لموقع «Transfermarkt» المختص بإحصاءات كرة القدم.
يتضح جلياً افتقار لاعبي تشيلسي للنضج الكروي والخبرة الكافية للمنافسة على الألقاب
معدّلٌ لم يأتِ من العدم، بل حصلَ بفعل خطة الملّاك الجدد لتكوين فريق شاب موهوب قادر على المنافسة «مستقبلاً». ورغم امتلاك تشيلسي مواهب استثنائية في العديد من الصفوف، إلا أن «البلوز» لا يزال غير متوازن وغير فعّال، وهو يفتقد بشدة لعناصر الخبرة.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة النادي أعلنت في ما سبق أن المشروع «طويل»، متعهّدةً بأن الحكم يبدأ مع انتهاء فترة الانتقالات الرابعة تحت عهدة الملّاك الجدد، أي في الصيف، لكن العديد من الأمور تؤشّر إلى أن النهوض قد يستغرق وقتاً أطولَ.
في بادئ الأمر، يجب إغلاق ملف الضبابية السائدة حول مستقبل بوكيتينو، الذي ينتهي عقده مع نهاية الموسم المقبل. وفي ما يخص الصفقات، فإن النادي ملزم بعمليات البيع قبل الشراء لموازاة الدفاتر المحاسبية، وقد يزيد الأمر سوءاً في حال تأهل تشيلسي إلى إحدى المسابقات الأوروبية، ما سيجعله يمتثل لقوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المالية ويتقيّد ببعض البنود المعدّلة حديثاً والتي قد تضر حسابات النادي.
ماضي تشيلسي اللامع تحت قيادة المالك السابق رومان أبراموفيتش يصعّب الانتظار على عشّاق «البلوز». فهل تمثّل «الأزمة» الحالية واقعاً جديداً للنادي، أم أنها فترة انتقالية سوف تأتي بثمارها مستقبلاً؟ الإجابة تنحصر بمسار الفريق خلال الموسم المقبل.