بطبيعة الحال بين عامَي 2012 و2022 تبدّلت الأمور كثيراً في المنتخب اللبناني، ولم يبقَ من تلك التشكيلة التي لعبت وفازت عامذاك على العراق سوى محمد حيدر ونادر مطر. لكن ثنائي الوسط المذكور ليسا في الخيارات، هذا أمر معلوم بالنسبة إلى الأول المصاب بفيروس «كورونا»، بينما تبدو المؤشرات واضحة بالنسبة إلى الثاني الذي أصبح فجأةً خارج خيارات المدرب إيفان هاشيك رغم أنه كان أحد أفضل لاعبيه في المباراة الكبيرة التي قدّمها أمام إيران، وأيضاً خلال الفوز الوحيد الذي حقّقه منتخبنا في هذه التصفيات.
من هنا، وبعد الخيارات التي اتخذها هاشيك أمام كوريا الجنوبية إن كان لناحية المقاربة التكتيكيّة أو توزيع اللاعبين على أرض الملعب، تبدو الأمور واضحة وهي تحمل عنوان التغيير الضروري، أوّلاً لجهة الأسلوب المعتمد، وثانياً لجهة الأسماء التي ستبدأ المباراة وتالياً تلك التي ستشارك في النصف الثاني منها.
الأكيد أن الجميع يتفق بأن وقت الهجوم حان، إذ لم يعد بالإمكان التفكير بالدفاع حصراً والانكفاء خوفاً من الخسارة، فنقطة التعادل لم تعد ضمن المعادلة الأساسية التي دارت حولها حساباتنا، وبالتالي فإن إحراز النقاط الكاملة هو الهدف الأساسي لا الاكتفاء بأي جائزة ترضية أو بكلمات إيجابية على صورة المنتخب قاتَلَ أو قام بالمجهود المطلوب.
هو أمرٌ يجب أن يعرفه اللاعبون أيضاً لا المدرّب فقط، وذلك من خلال المبادرة على أرض الملعب والتمتع بفكرٍ خلاّق، والاستفادة من تجربة المواجهة الأولى مع العراقيين حيث ساد التعادل السلبي، وتخطي الغيابات المؤثرة بلا شك على صعيد عملية بناء اللعب، مع ابتعاد حيدر، إصابة باسل جرادي، وتنفيذ ربيع عطايا عقوبة الإيقاف.
الفوز الثاني والأخير للبنان في لقاءاته الـ25 مع العراق كان في صيدا قبل 10 أعوام
الأمر الجيّد هو ما عكسته الأصداء من داخل معسكر المنتخب اللبناني حيث لم يسمح للاعبين بالخروج بعد اللقاء أمام كوريا الجنوبية الخميس الماضي وحتى اليوم، وذلك لتجنّب اختلاطهم وبالتالي إصابة أي أحدٍ منهم بـ«كورونا» في ظل التفشي الجنوني للوباء في لبنان وارتفاع مجموع الإصابات بشكلٍ كبير.
الثقة تبدو موجودة عند «رجال الأرز» بإمكانية تحقيق نتيجة إيجابية أمام العراقيين الذين يعانون من غيابات أيضاً لأسبابٍ مختلفة، والذين تدرّبوا على ملعب عشبٍ اصطناعي في الأيام الأخيرة لعدم رضاهم عن أرضية ملعب البابلية كمكان لإجراء الحصص التدريبية قبل الحصة الأخيرة على ملعب المباراة عشية إقامتها. وهذه الثقة اللبنانية تستند أيضاً على عدم تلقّي منتخبنا خسائر ثقيلة في تصفياتٍ صعبة كما كان الحال عليه منذ زمنٍ ليس ببعيد، أو على صورة سقوطه بسداسية نظيفة مرتين أمام «أسود الرافدين» عام 1985 في التصفيات المونديالية لكأس العالم 1986 التي استضافتها المكسيك.
الواقع أنّ منتخبنا كان غير محظوظ أصلاً في بعض المحطات ولو أنّ الحظ جانبه أو الصافرات التحكيمية أنصفته على غرار المواجهة الماضية أمام الإمارات، لكان في مركزٍ أفضل بكثير حالياً في المجموعة.
عموماً، يسود الترقب حول ما سيقوم به هاشيك لتفادي نتيجة سلبية جديدة، وذلك وسط اختلاط حساباته مجدداً مع إصابة وليد شور الذي لم يكن خياراً موفّقاً أمام كوريا الجنوبية، وخصوصاً أنه لعب خارج مركزه الحقيقي وعلى حساب لاعبين كان بإمكانهم تأدية دور أفضل منه انطلاقاً من إجادتهم اللعب خلف المهاجم. لذا لا يخفى أنه من المرجّح أن يدفع هذه المرّة بالظهير حسين زين كجناح أيمن ليكون إلى جانب محمد الدهيني وفيليكس ملكي وسوني سعد على أن يكون أمامهم محمد قدوح وحسن معتوق، ووراءهم رباعي الدفاع عباس عاصي، أليكس ملكي، جوان العمري، وماهر صبرا، وذلك طبعاً أمام الخيار الذي لا يُمسّ وهو الحارس مصطفى مطر.
إذاً ببساطة لا بديل عن الفوز، وهي مسألة متاحة شرط التحرّر من التعقيدات الفنية ومن سلبيات الخيبات، وإبقاء الحلم قائماً ولو أنّ الكوابيس أفسدته في الفترة الأخيرة من هذه التصفيات المونديالية.
أجواء إيجابية في اجتماع الاتحاد والأندية
أخذت قضية مباراة النجمة والعهد ضمن الدوري اللبناني لكرة القدم منحى إيجابياً بعد الاجتماع الذي عُقد بين الاتحاد اللبناني لكرة القدم وممثلي أندية الدرجة الأولى. وقرر المجتمعون العمل على حماية كرة القدم ومنع التدخلات من خارجها مهما كانت. كما اتفق الحاضرون على أن أي نادٍ لديه اعتراضات حول أي موضوع أن يسلك الطرق القانونية ضمن النظامين الأساسي والداخلي للاتحاد والملزمة للاتحاد والأندية، وليس عبر اللجوء إلى جهات من خارج اللعبة. هذا الأمر سيُترجم من خلال لجوء العهد إلى محكمة التحكيم الرياضي للطعن في قرار لجنة الاستئناف.
أما آلية حل المشكلة على صعيد باقي البطولة فيبدو أنها ستكون عبر الجمعية العمومية للاتحاد في ظل احتمال تغيير نظام البطولة الحالية عبر تكملتها بمرحلة إياب مشابهة لمرحلة الذهاب يليها مربع ذهبي لتحديد البطل.