مع استقدام أبرز نجوم الدوري ووضعهم بفريقٍ واحد، ضعفت المنافسة في الـ«بوندسليغا» وانحصرت على صعيد الفرق المنافسة على مراكز دوري الأبطال ومراكز الهبوط، في ظل ضمان تتويج النادي البافاري بنسبة كبيرة، قبل بداية الموسم حتى. تعوّد بايرن ميونيخ نسقاً واحداً، مباريات ضعيفة مقارنةً بلقاءات دوري الأبطال. بعد أن أدرك النادي انعكاسات سياسة «احتكار» اللاعبين المحليين على المسار الأوروبي، ارتأى استقدام مدرب من الطراز الرفيع، كحل للعودة إلى منصات التتويج أوروبياً بعد الغياب منذ 2013، ولكن الخطة لم تنجح أيضاً.
بعد فشل سياستي «التبضع» الداخلي والاعتماد على المدرب الأجنبي، اتجه النادي البافاري إلى سياسةٍ جديدة، تقضي بشراء النجوم من خارج الدوري الألماني، لجلب ثقافاتٍ جديدة تتوافق مع متطلبات دوري الأبطال، والمحافظة على نسقٍ قوي للمنافسات المحلية. بدأت السياسة الجديدة باستقدام اللاعب الفرنسي كورنتن توليسو من نادي ليون الفرنسي مقابل 41.5 مليون يورو، كأغلى صفقة في تاريخ النادي البافاري والدوري الألماني على حدٍّ سواء. السياسة الجديدة لبايرن ميونيخ في التعاقدات استمرّت هذا الموسم بنسقٍ أعلى، إذ كسر النادي البافاري الرقم القياسي لصفقات البوندسليغا، بعد أن استقدم مدافع أتليتيكو مدريد الفرنسي لوكاس هيرنانديز مقابل 80 مليون يورو. مشاكل الدفاع حُلَّت، لتبقى المشاكل الهجومية.
اتجه النادي البافاري إلى سياسةٍ جديدة تقضي بشراء النجوم من خارج الدوري الألماني
فقد بايرن ميونيخ الكثير من ثقله الهجومي مع تقدم الجيل القديم بالعمر، إذ دخل كلّ من روبيرت ليفاندوفسكي، توماس مولير، آريين روبن وفرانك ريبيري في العقد الرابع من العمر. مع إعلان إدارة النادي البافاري رحيل كلٍّ من روبن وريبيري، سيتمحور التركيز هذا الصيف على استقدام جناحٍ أو اثنين. وتحدثت تقارير عن اهتمام النادي بجناح مانشستر سيتي ليروا ساني، الذي تقدر قيمته بـ100 مليون يورو. سياسةٌ جديدة في التعاقدات قد تعيد النادي البافاري إلى الواجهة الأوروبيّة، غير أنها ستفتح أفقاً للأندية الألمانية للتحسن فنياً، ما قد يهدّد عرش بايرن المحلي من قبل بوروسيا دورتموند الذي بدأ ينتهج الأسلوب البافاري القديم في سياسة التعاقدات.
موسمٌ كبير قدّمه دورتموند على الصعيد المحلي، انتهى باحتلاله المركز الثاني بفارق نقطتين عن المتصدر. بعد أن لمست الإدارة نجاح المدرب السويسري لوسيان فافر، اتخذت قرار عدم السماح بانتقال أي لاعب من دورتموند إلى بايرن ميونيخ، وجعلت الرجل السويسري صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في سوق الانتقالات. في منتصف الموسم الماضي، استقدم نادي تشيلسي الإنكليزي اللاعب الأميركي كريستيان بوليزيتش من دورتموند مقابل 64 مليون يورو، على أن ينتقل إلى لندن بعد نهاية الموسم. فور استحقاق الموعد، استثمر دورتموند أموال بوليزيتش بضم البلجيكي ثورغان هازار، الشقيق الأصغر للاعب تشيلسي إدين هازار، مقابل 25.5 مليون يورو، وضمّ الموهبة الشابة جوليان براندت، صانع ألعاب باير ليفكروزن البالغ (23 عاماً)، مقابل 22.5 مليون يورو، إضافةً إلى الظهير الأيسر لنادي هوفنهايم، نيكولاس شولز، بنحو 23 مليون يورو.
هكذا، خطف المارد الأصفر أبرز مواهب الدوري الصاعدة، بهدف مقارعة البايرن على اللقب من جديد، بعد غيابٍ دام نحو 7 أعوام. بات الدوري الألماني مطلباً أساسياً لدورتموند فيما أصبح دوري الأبطال هدف بايرن ميونيخ الرئيسي، الذي قد يكلفه سيطرته المحلية بالدرجة الأولى، إضافةً إلى مدربه الحالي.