لم تعد خليل مهتمة بالمقابل المادي للعمل، بقدر رغبتها في تحقيق الذات. تقول «صرت أبحث عن تحقيق ربح معنوي لنفسي، ولو بإيراد مادي صغير». اعتمدت خليل على نفسها في تعلم الرسم، وبالتوازي تدربت لفترة على النحت، وتتلمذت على يد الخطاط السوري عدنان شيخ عثمان. تتحدث عن بدايات إنتاجها بالقول «جرّبت الرسم على قطعة ملابس. التقطت صورة لها، وعرضتها على أصدقائي الذين شجّعوني على المزيد. راحت الطلبات تنهال علي، وهنا فكرت في توسيع أعمالي».
في بداية عام 2016، قرّرت خليل أن تخط حلمها على أرض الواقع كما هو: «أحببت أن أقيم مشروعي الصغير بإمكانيات متواضعة، وهو تحدٍّ كبير في حرب يعتبر فيها الفن ترفاً». لدى خليل الآن مرسم خاص في بيتها، وهي تنوي توسيعه متى سنحت الظروف، بالتوازي مع انتشار أعمالها، وزيادة الحاجة إلى حيّز مكاني أكبر. تقول «أرسم على السيراميك، وأصمّم الجداريات المخططة على واجهات المطاعم والمحال التجارية، كما أرسم على الأقمشة بشكل متداخل مع تصميم الأزياء، وحتى على المحفظات الصغيرة.
«لا أحب رسم الوجوه كثيراً، ولا يتعدى حضورها في أعمالي كونَها جزءاً من الرسمة الكلية». تبدي خليل تعلقاً شديداً بالخط العربي، وخاصة الديواني منه. «أنا متأثرة بانحناءاته وامتداداته وانسيابيته، فهو جزء من الهوية، كما ترى»، تقول. لا تغيب مدينتها المحبّبة إليها (حمص) عن خارطة لوحاتها، وتحضر معالم المدينة الغنية في أغلب الأعمال: أشكال البيوت، والحجر، والشبابيك العتيقة. تروي جزءاً من علاقتها بالمدينة «كل يومين أخرج من البيت، أمشي في أحياء المدينة القديمة، أتأمل الشوارع والتفاصيل المتبقية من الأبنية المهدمة، إضافة إلى النباتات المعرشة في شقوق الجدران». تتمسك دولت خليل بالفرح، بوصفه أحد أهم أهداف أعمالها، وتختم حديثها بالقول «مشروعي معنيّ في الدرجة الأولى بفرح الناس، وفرحي بالتأكيد».