رسالة روسيّة إلى عون: مستعدّون للاستثمار في لبــنان
ترى روسيا، بحسب ما قال بوغدانوف في اللقاء، أن الأولوية في المرحلة المقبلة هي للتهدئة في الشرق الأوسط. وهي لا ترى أن التوترات في المنطقة يمكن أن تتطور إلى حرب شاملة بمفهومها الواسع. وبرأي الدبلوماسي الروسي «أن احتمالات الحرب بين لبنان وإسرائيل غير واردة، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أسوأ أوضاعه السياسية وقد يخسر معركته السياسية ويخسر رئاسة الحكومة».
وفي الشأن اللبناني الداخلي، وإضافة إلى تكرار «الحرص على الاستقلال والسيادة اللبنانية والتنوع والتوافق الوطني»، تحدّث بوغدانوف عن «حرص روسيا أيضاً على المبادرة الفرنسية بالرغم من التعقيدات التي وضعت هذه المبادره نفسها فيها». ويرى نائب وزير الخارجية الروسية أن حظوظ نجاح مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متوفرة، لكنها مرتبطة بتعاون جميع الأفرقاء السياسيين الأساسيين المتمثلين في المجلس النيابي. وأضاف إنه «حتى لو تم اختيار وزراء تكنوقراط في الحكومة الجديدة، فهذا لا يمنع حضورهم ودورهم الفاعل مع الأطراف السياسية، فليس كل التكنوقراط غير مسيسين، ولا يمكن عزل مكون سياسي أساسي بحسب رغبة بعض الدول، لأن هذا العزل يشكل أضراراً كبيرة، لبنان في غنى عنها. وفي حال تأليف حكومة، هناك أمل في حل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، بشرط وضع خطة اقتصادية واضحة المعالم، فلبنان لم يعد يحتمل».
وأبلغ بوغدانوف ضيفه قراراً من القيادة الروسية العليا بإيعاز رسمي إلى بعض الشركات الروسية الفاعلة بالتوجه نحو لبنان والاستثمار فيه، فالجانب الروسي يدرك حاجة لبنان إلى هذه الاستثمارات في المرحلة الراهنة، وإحدى هذه الشركات معنية بالمشاركة في إعادة إعمار مرفأ بيروت، على الرغم من معرفتهم بالمعارضة السياسية والمآزق التي قد تصادف عمل هذه الشركة. فإن كان الحديث بين اللبنانيين جدياً حول «التوجه شرقاً»، فروسيا لديها هذه الرغبة ومستعدة للتعاون في هذا المجال إذا توفر التوافق والاتفاق حول هذه المشاركة من قبل الدولة اللبنانية.
وأكّد أبو زيد أنه سمع من بوغدانوف «توصية» للرئيس المكلف تأليف الحكومة، سعد الحريري، بالتواصل مع جميع الأفرقاء اللبنانيين، إضافة إلى حثّ الأطراف السياسية اللبنانية على عقد مؤتمر وطني.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا