بغداد | تتهم «المقاومة الإسلامية في العراق»، بشكل مباشر، الولايات المتحدة بالوقوف وراء الانفجار الغامض في معسكر «كالسو» في محافظة بابل جنوب بغداد، فجر أول من أمس، والذي أسفر عن استشهاد مقاتل وإصابة 8 من منتسبي «الحشد الشعبي» والجيش العراقي، وترجّح أن يكون الاستهداف تمّ بطائرة مُسيّرة، في ما يتعارض مع ما قالته السلطات الأمنية في البلاد، والتي جارت الأميركيين في نفي وجود نشاط عسكري خارجي قبل الحادث أو بعده. وتقول خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة إنه «من خلال المعطيات الأولية وتدقيق المواقف والبيانات الرسمية، فقد صدر بيانان من قوات التحالف الدولي في العراق والناطق الرسمي للبنتاغون يشيران إلى عدم وجود أي نشاط جوي أو عمل عسكري في عموم بابل، فيما أكّد تقرير قيادة الدفاع الجوي العراقية، ومن خلال الجهد الفني والكشف الراداري، عدم وجود أي طائرة مُسيّرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبل الانفجار وبعده». لكنّ «حركة عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، وجّهت أصابع الاتهام إلى القوات الأميركية بالوقوف خلف الاستهداف، مطالبة الحكومة والبرلمان بتنفيذ قرار إخراج القوات الأجنبية من البلاد.وتفيد مصادر في المقاومة، «الأخبار»، بأنّ «الانفجار جاء نتيجة قصف بالطيران المُسيّر ولم يكن حادثاً عرضياً»، معتبرة أنّ «العدو ينأى بنفسه لغرض إثارة الغموض حول الحادث». وتوضح المصادر أن «المعلومات المتوفرة حتى الآن تفيد بأنه ليس ثمة حريق أو ما شابه ذلك، لكنّ هيئة الحشد الشعبي تتحرّى السبب لمعرفة بقية التفاصيل المتعلّقة بالانفجار».
وفي السياق نفسه، يتحدّث القيادي في «الحشد الشعبي»، أبو حسين النجار، عن احتمال وجود مُسيّرة غريبة استهدفت القاعدة ليلاً، ولا سيما أنه تمّ رصد طيران مُسيّر أميركي يحلّق في سماء محافظتي بغداد وبابل منذ أسابيع. ويقول، لـ«الأخبار»، إنّ «هناك من يفتعل الشائعات حول أن الانفجار ناتج من حريق أو سوء تخزين أسلحة الحشد، لغايات خبيثة يريد من خلالها إيصال صورة بأن الأميركيين ليسوا مسؤولين عن أعمال إرهابية من هذا النوع. ولكن نذكّرهم بقيام الاحتلال باستهداف قادة المقاومة والجيش العراقي في جرف النصر والقائم وكربلاء وحادثة المطار التي استهدفت قادة النصر». ويتابع أنّ «الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية سيادة البلاد. وفضلاً عن ذلك نطالبها بإخراج القوات الأميركية لأننا لسنا بحاجة إليها، وهذا ما أكّده رئيس الوزراء قبل أيام خلال زيارته لواشنطن، وتحديداً في لقائه مع الرئيس الأميركي جو بايدن. وبالتالي لا نقبل بأي استهداف يطاول قواتنا». ويشدد على أنّ «المقاومة الإسلامية لن تسكت عن جرائم الاحتلال، وأن التزامنا بتوصيات القائد العام للقوات المسلحة (بالهدنة)، هو لغرض إفساح المجال أمامه لإنهاء الوجود الأجنبي خلال مدد زمنية معروفة لدى جميع العراقيين وخاصة محور المقاومة».
وبدوره، يلفت عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي البنداوي، إلى أنّ «اللجان التحقيقية ما زالت في طور التحرّي الذي ستحدّد نتائجه ما إن كان انفجار قاعدة كالسو ناتجاً من قصف جوي أو من حادث عرضي من دون اعتداء خارجي». ويضيف، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «لجنة الأمن والدفاع طلبت أن تظهر نتائج التحقيق سريعاً، لمعرفة سبب الانفجار الحقيقي، لأن المسألة خطيرة ولا يمكن تركها للتكهنات. ولهذا ننتظر ما تبيّنه اللجان المختصة، ومن بعد ذلك سنخرج بمقررات». وكان رئيس أركان «الحشد الشعبي»، أبو فدك المحمداوي، قد تفقّد مكان الانفجار واطمأن على سلامة المقاتلين الموجودين هناك، كما اطّلع على تفاصيل عمل اللجان التحقيقية الموجودة في «المكان الذي تم الاعتداء عليه»، وفق بيان لـ«الحشد».
يُذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدّثت، في وقت سابق، عن أن الهجوم الانتقامي في مدينة أصفهان الإيرانية شمل قصفاً إسرائيلياً لأهداف في سوريا والعراق، لكن تلك التقارير سبقت وقوع الانفجار في بابل، فيما لم يكن ثمة وقتها ما يشير إلى قصف إسرائيلي في العراق.