وسريعاً، تُرجم الهجوم تراشقاً في الاتهامات بين السياسيين؛ إذ قال زعيم المعارضة، يائير لابيد، في منشور عبر منصّة "إكس": "حادث الليلة في كابلان، نتيجة مباشرة للتحريض الذي تمارسه حكومة (نتنياهو) وآلة السمّ"، مضيفاً: "يجب على الشرطة أن تتعامل مع الحيوانات المفترسة بشدّة القانون". وتابع: "لن نرتدع ولن نتوقّف عن الاحتجاج حتى إعادة المحتجزين في غزة، وسقوط هذه الحكومة". وسبق التظاهرات الضخمة في إسرائيل، تحريض على المتظاهرين من قِبَل وزيرة المواصلات عن حزب "الليكود"، ماري ريغيف، التي قالت إن "متظاهرين يريدون اغتيال نتنياهو"، وهي تصريحات اعتبر البعض أنها تتيح الاعتداء على المحتجّين. ومن جهته، دان عضو مجلس الحرب، بيني غانتس، حادثة الدهس، معتبراً أن تشبيه ريغيف "المتظاهرين بأعدائنا، واتّهامهم بالرغبة في اغتيال رئيس الوزراء، يفتقران إلى المسؤولية الوطنية"، مضيفاً: "من المناسب أن يتصرّف جميع المسؤولين بمسؤولية تجاه جميع شرائح المجتمع، خاصة في هذه الأيام الصعبة".
تشير التقديرات إلى أن حادثة الدهس أو أيّ حوادث مشابهة متوقّعة في الشارع الإسرائيلي، مع استمرار التحريض ضد المتظاهرين
أما زعيم حزب "أمل جديد"، چدعون ساعر، الذي استقال من الحكومة، أخيراً، فقال إن "حادثة الدهس في تل أبيب جريمة كراهية واضحة وخطيرة. يجب أن يتحرّك نظام إنفاذ القانون لتقديم المنفّذ إلى العدالة، هذه علامة أخرى على تدهور المجتمع الإسرائيلي في الوقت الذي يتعرّض فيه لهجمات أعدائنا من كل حدب وصوب. نحن على شفا الهاوية - عليك أن تعود إلى رشدك!". ووصف رئيس دولة الاحتلال، إسحاق هرتسوغ، بدوره، العملية بـ"الخطيرة للغاية"، مشدداً على أن "علينا أن نفعل كلّ ما في وسعنا من أجل الحفاظ على وحدة إسرائيل"، فيما حذّر وزير الطاقة، إيلي كوهين، من عودة إسرائيل إلى ما قبل السابع من أكتوبر، قائلاً: "علينا ألّا نعود إلى حالة الكراهية والانقسام التي كانت سائدة".
وتشير التقديرات إلى أن حادثة الدهس أو أيّ حوادث مشابهة متوقّعة في الشارع الإسرائيلي، خاصة مع استمرار تحريض اليمين والحكومة على المتظاهرين، الذين يزداد تأثيرهم في حشد المزيد من الفئات والشرائح الاجتماعية إلى صفوفهم، خاصة مع اقتناعهم بأن حكومة نتنياهو هي مَن يعرقل صفقة التبادل مع المقاومة. ويتوقّع أيضاً أن تتعزّز هذه التظاهرات خلال الأيام المقبلة، استناداً إلى عدة معطيات، أولها زيارة لابيد لواشنطن، وهو الذي شارك في تحركات السبت، وثانيها انطلاق جولة جديدة من مفاوضات صفقة التبادل في القاهرة، التي يذهب إليها الوفد الإسرائيلي تحت ضغوط أميركية، وإصرار من المقاومة على شروطها للتوصّل إلى تلك الصفقة. وفي هذا الإطار، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسمّه، قوله إن إسرائيل لا تمتلك إستراتيجية لإدارة الحرب، و"عليه، لا يمكنها قطع شوط في المفاوضات، وهذا الفشل في المفاوضات سينعكس بدوره على الحكومة الإسرائيلية داخلياً، وخارجياً، خاصة إذا ما علمنا أن هذه الجولة مرهونة بطلب أميركي وستكون تحت أنظار مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز".