الثابت الوحيد في لبنان، الذي هو من أجمل ما خلقه الله على وجه الأرض، هو أشجار الأرز المحميّة. وبالنسبة إليّ، فأنا أعتبر أنّ عدم استعداد اللبنانيين أو عجزهم عن ترتيب شؤونهم الداخلية هو مصدر مستمرّ للإحباط، لأنّ هذا البلد الذي أُنعِم عليه بأفضل ما تجود به الطبيعة من خيرات، يملك مقوّمات تحسده عليها البلدان الأخرى.
وقعت في حب لبنان عندما كنت شاباً في السبعينيات، وأزوره باستمرار منذ ذلك الوقت. وقد شجّعني بعض الأصدقاء في بيروت خلال التسعينيات على اكتشاف التنوّع المدهش الذي تتميّز به البلاد عبر القيام بجولة من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب. عندئذٍ قرّرت القيام باستثمارات كبيرة في قطاع الضيافة هناك.
ونظراً إلى عدم الاستقرار في لبنان، لم يكن هذا قراراً سليماً في مجال الأعمال؛ بل كان الدافع عاطفياً. كانت لديّ رغبة صادقة في مساعدة اللبنانيين على الازدهار والعيش بكرامة، عبر توفير وظائف وفرص في قطاع الأعمال. وقد آمنت حقاً في أنّهم سينجحون في التخلّص من الانقسامات الطائفية، ويطالبون بنظام سياسي ديموقراطي يؤمّن ممارسة فاعلة للحكم، فيوصد الأبواب أمام التأثيرات الأجنبية المؤذية، ويقطع الطريق أمام الزعماء المستعدّين للتضحية بلبنان، سواء لأسباب أيديولوجية، أو تحقيقاً لمصلحة شخصية، أو من أجل تبعيّة ما للخارج. كم كنت مخطئاً!
استغرق الأمر مني سنوات لأفهم تماماً تعقيدات الشخصية الوطنية للشعب اللبناني، الذي يتحلّى من جهة بالشجاعة والديناميكية، فيما يُظهر من جهة أخرى رضوخاً ويرضى بواقعه. يتمسّكون بولائهم لزعماء سياسيين ودينيين فشلوا في قيادتهم في الاتّجاه الصحيح، ممن يعيشون خارج الواقع في ظلّ نظام سياسي بالي، ما يقوقعهم ويحوّلهم إلى مجرّد متفرّجين في كبسولة جامدة توقّف بها الزمن.
لقد تحدثت مع عدد لا يحصى من الأشخاص عن هذا الموضوع، وحاولت مرّات كثيرة أن أقنعهم بأنّ من مصلحتهم تحرير أنفسهم من إملاءات زعماء الطوائف الذين لا يفكّرون بالمصلحة الوطنية، لكنّني أصطدم دائماً بردّ الفعل نفسه. فبغض النظر عن معتقدهم الديني أو خلفيتهم أو مكانتهم الاجتماعية، غالباً ما يهزّون أكتافهم غير مبالين، قبل أن يقولوا لي إنّهم عاشوا بهذه الطريقة طوال حياتهم وإنّهم اعتادوا عليها. الغريب في الأمر هو أنّ معظمهم قانعون بعيش كل يوم بيومه، وسط انعدام الشعور بالأمن؛ والبعض يصفون أنفسهم باعتزاز بأنّهم لا يُقهَرون، وينجرفون وراء الاستعراض والتبجّح، في حين أنّ غالبية الشعوب التي تواجه مستقبلاً مجهولاً لها ولأولادها تتوق إلى التغيير.
الحق يقال، لقد عانى اللبنانيون كثيراً بسبب الاحتلالات الأجنبية والنزاعات الداخلية والخارجية المتتالية. ولا غبار أبداً على قدرتهم على الصمود والتحمّل؛ فهم يجيدون الانبعاث من جديد من تحت الرماد. لكن، ألم يحن الوقت كي يتخلّوا عن تفكيرهم الموجّه دائماً نحو الأزمات وينتهجوا أسلوباً يكون أكثر إنتاجية على المدى الطويل؟
كما أشرت في مقالات سابقة، مشكلة المشاكل في لبنان هي نظام الحكم الطائفي الذي ورثه اللبنانيون عن الفرنسيين. إنّه غير ديموقراطي بطبيعته، ويساهم في الانقسام والتباعد. غالباً ما تكون لرئيس الجمهورية الماروني ورئيس الوزراء السنّي ورئيس مجلس النواب الشيعي، بحسب التوزيع الطائفي الذي يفرضه العرف، أجندات وولاءات وارتباطات وبرامج متعارضة، ما يقضي على هيبة الحكومة في شكل عام. كلما حاول رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء تطبيق حلّ ما للمشكلات الاقتصادية أو الأمنية التي تعانيها البلاد، يصطدم بالعراقيل التي تضعها أمامه الأحزاب السياسية التي ينتمي إليها زملاؤه في الحكم.
وما يزيد الطين بلة هو التفاوت في قوّة الأحزاب وتأثيرها. فبعضها يسعى إلى تحديد مصير لبنان بنفسه عبر تحريك الحكومة في الاتّجاه الذي يختاره؛ والبعض الآخر يبذل جهوداً حقيقية لتحسين الأمور، لكنّه عاجز عملياً. ثم هناك من لا يتردّدون في بيع بلادهم لقوى أجنبية كي تستخدمها ساحة لمعاركها.
هذه الخلافات المستمرّة بين الأحزاب تحول دون اكتساب ثقة المستثمرين التي تتيح استحداث الوظائف، كما أنّها تقضي على آفاق التعايش المنسجم الذي يطمح إليه معظم اللبنانيين، لكنّهم لا يعرفون كيف يحقّقونه. هذه المآزق السياسية التي لا تنتهي فصولها تُشعرني بالحنين إلى السبعينيات، عندما كان الرئيس سليمان فرنجية يدير الدفّة. في ذلك الوقت، كانت البلاد تخضع لسيادة القانون، وكان قبطان واحد ومتمرّس يقود السفينة اللبنانية.
أما الآن، فالاقتصاد اللبناني يقف على حافة الهاوية، بحسب رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نعمت افرام. فقد أعلن «أنّنا على شفير الهاوية. ديننا العام في حدود الـ60 مليار دولار، في حين أنّ الناتج المحلي يبلغ 41 مليار دولار... سيبلغ عجز الموازنة 10 في المئة هذا العام، أما النمو فلن يتعدّى الـ 2.5 في المئة». إنّها أخبار قاتمة فعلاً!
يلقي رئيس غرفة التجارة في بيروت، محمد شقير، باللوم على السياسيين لأنّهم «صمّوا آذانهم» عن تدهور الوضع الاقتصادي وتوقّف الاستثمارات الخارجية. ويحذّر من مغبّة تفاقم الأوضاع إذا لم تكفّ الحكومة عن «مشاحناتها التي لا تنتهي» وتتّخذ خطوات ملموسة. لكن حتى في الوقت الذي يتذمّر فيه اللبنانيون من تزايد معدلات البطالة وارتفاع أسعار الوقود والتقنين في التيار الكهربائي وندرة مياه الشرب والإهمال في البنى التحتية، يتلهى المسؤولون بالشجار في ما بينهم.
لا يسعني سوى الاستنتاج بأنّ اللبنانيين يحتاجون إلى الإنقاذ بما أنّهم عاجزون عن إنقاذ أنفسهم. يحبّون أن يصوّروا أنفسهم بأنّهم متطوّرون وأذكياء وهذا صحيح، لكن الوقائع تُظهر بوضوح أنّ الذكاء الجماعي معدوم ويا للأسف. لبنان هو قلب العالم العربي النابض. ولا يمكن التفريط به. إذا لم يتوحّد اللبنانيون خلف قبطان حكيم، بغض النظر عن دينه أو انتماءاته الشخصية ـــ أي بعبارة أخرى الرجل الأفضل للمنصب ـــ فربما حان الوقت ليرسل أصدقاؤهم العرب المخلصون قوارب النجاة لإنقاذ شعبٍ من الواضح أنّه لا يتمتّع بالنضوج السياسي الكافي لإنقاذ نفسه؛ وهو شعب يحبّه العرب في كل مكان. وبما أنّ الجامعة العربية فشلت في إنقاذ السوريين، فيقع على عاتق بلدان مجلس التعاون الخليجي من جديد أن تتحرّك لإنقاذ اللبنانيين من مأزقهم.
ببساطة، يجب أن يكلّف اللبنانيون مجلس التعاون الخليجي ـــ أو إحدى الدول الأعضاء فيه _ مهمة الإشراف على انتقال البلاد من نظام طائفي إلى ديموقراطية حقيقية يقودها صانع قرارات قوي؛ أي نظام يتيح للبنانيين عيش حياة حرّة ومثمرة ضمن ظروف آمنة وراسخة، بدلاً من أن يكونوا مثل قشّة تتقاذفها أهواء السياسيين وأسيادهم في العواصم الأجنبية.
يمكن إيجاد حل سريع للمشكلات التي يعانيها لبنان، شرط أن يقرّ اللبنانيون بأنّهم بحاجة إلى المساعدة ويطلبوها من مجلس التعاون الخليجي لفترة كافية تتيح لرجال الدولة الحكماء عندنا استخدام مهاراتهم الحافلة التي كانت وراء التحوّل الذي عرفته دول الخليج، بحيث يتمكّن لبنان، هذه الأرض العطِرة على شواطئ المتوسط، من الازدهار والتألّق من جديد. لكن لنكن واضحين. لست أدعو إلى التدخّل في السيادة اللبنانية. بل أتحدّث عن الصداقة وواجب الأصدقاء في مساعدة بعضهم بعضاً، تماماً كما وقفت السعودية أخيراً إلى جانب البحرين.
أناشد اللبنانيين، من موقع الحرص عليهم، أن يسمحوا لقيادات مجلس التعاون الخليجي بأن تمدّ لهم يد العون، فقادة الخليج هم دائماً على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة.
* رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور
16 تعليق
التعليقات
-
أكيد عم تمزحنسمح لقيادات مجلس التعاون الخليجي أن تمد يد العون لنا؟ هم من سيصدرون الديمقراطية لنا؟ أكيد عم تمزح شكرًا ممنونين :)
-
يجب أن يكلّف اللبنانيون مجلس يجب أن يكلّف اللبنانيون مجلس التعاون الخليجي ـــ أو إحدى الدول الأعضاء فيه _ مهمة الإشراف على انتقال البلاد من نظام طائفي إلى ديموقراطية حقيقية, هل كان كاتب هذا المقال بكامل قوة العقلية عندما كتب هذه الجملة؟ يريد من إحدى الدول الخليجية و هي أكثر دول العالم استبداد و دكتاتورية أن تعطينا دروسا في الديمقراطية؟ ابتدئ بنفسك يا صديقي و عندما يسمح للمرأة عندكم أن تعمل و تقود السيارة و عندما يصبح لديكم ١٠% من ديمقراطية و حرية لبنان تعال و أعطنا مواعظ
-
رد على دعاية وإعلان؟!أولا أود أن أهنىء الأخبار على هذا المقال الجريء والمعتدل... عودتنا الأخبار على هذا المستوى من المقالات... شكرا على هذا المستوى من الاحتراف. انتم فعلا فخر للصحافة المكتوبة. ثانيا لمن ينتقد المقال أقول ممكن ان تكون بعض التعليقات منحازة للكاتب الحبتور، لأي سبب كان، ولكن هذا لا ينقص من صحة المقال وجودته. فالكاتب قد وضع يده على الجرح اللبناني، وأنا متأكدة أنه يتكلم من باب الحرص على لبنان. ياريت دول الخليج تقف بجانب لبنان وتكون الراعي لنا لنقف على اقدامنا، فدول الخليج، والإمارات خصوصا، قد وضعت السياسة على جنب وركزت على اعمار بلادها وتحسين اقتصادها ولا يمكن لاحد ان يشك في حبهم لمصلحة بلدهم. يا ريتنا نتعلم منهم القليل من الوفاء لبلادنا.
-
دعاية وإعلان؟!هل هذا مقال يظهر في "الأخبار"؟!! أشعر بالخجل!
-
رسالة الدكتوراه .....انها رسالة دكتوراه في اساليب انقاذ لبنان من دكتور في المشاريع الاقتصادية العملاقة . ان اول الاساليب المرشحة من الدكتور لانقاذنا هي الطريقة السورية وكلنا تابع على مدى عام ونيف كيف سعت دول الخليج لانقاذ سوريا لذا اقول له ارجوك لا تساعدنا ان كانت تلك هي طريقتكم في المساعدة .لقد حولتم بلدا لم يعرف شعبه تفرقة دينية قط الى بلدان وشعبه الى طوائف من اجل فكرة تسليم حكم الدول العربية الى الاخوان المسلمين ثم السلفيين فكيف يصير لبنان وهو مقسم من واحد الى 19 . لا يا عم كله الا المساعدة الخليجية . على فكرة اهنئ كل المعلقين فهم من فرط حبهم وتقديرهم للملياردير الدكتور سطروا اسمائهم بوضوح كامل على طريقة هذا انا تذكروني ولعلهم والله اعلم من موظفي شركات الحبتور فاقتضوا مني التنويه . سلام
-
سم و عسلأشكر الكاتب على غيرته على لبنان و على محبته لشعب هذا البلد ولكن من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب فكل ما يعيشه لبنان من ازمة إقتصادية هو نتيجة طبيعيّة للحريرية السياسية التي أتتنا من بلاد الخليج إذا أراد اللبنانيون أن ينهضو عليهم ان يقضوا على الفساد و أن يقومو دور المؤسسات لكي تلعب دورها و أن يمارسوا دورهم في الضغط عى زعمائهم أما أن نسلم بلادنا إلى مشيخات نفطية يستشري فيها الفساد فهذا ضرب من الجنون و إذا كان النفط قد حمى المشيخات الخليجية من عواقب الطريقة الخليجية في إدارة دولهم فإن لبنان لا ينطبق عليه هذا الواقع
-
اؤيد تماماقرأت بعناية هذه المقالة حول الوضع اللبناني , و لا يسعني الا تأييد كل ما جاء فيها و خاصة ضرورة تغليب الانتماء الوطني على اي انتماء اخر وصولا نحو بناء وطن واحد لجميع بنيه . اؤيد تماما ما اقترحه الكاتب الحبتور حول ضرورة اقتدائنا بتجربة الخليج في الحكم و الاقتصاد و الديموقراطية.
-
خطة عمل وطنيةلقد دخل خلف الحبتور الى قلب كل لبناني منذ زمن طويل,و قد لا تجد بيتا في لبنان الا و يلهج بالثناء و التقدير على هذا الكاتب الذي كان له اسهامات كبيرة في الاقتصاد اللبناني . هذا المقال هو خطة عمل و مدرسة في الالتزام الوطني و هو يصوّب على نقاط الضعف في بنيتنا الوطنية , و يؤسس لبدايات في حلول ناجعة , انها خطة عمل تختصرها مقالة اتت عبر جهد رجل اعمال اماراتي هذه الخطة تصلح كمدخل الى نقاش مستفيض حول سبل الخلاص .
-
خلف الحبتور لك محبتناقرأت هذه المقالة مرات عديدة و باعجاب شديد و كنت في كل مرة اجد فيها ما يستدعي اعادة القرائة بتأن شديد. هذا الكاتب العربي يحلل الوضع اللبناني بمحبة و اخلاص و بحنو و شفافية و بتعاطف و تعايش , يستحق منا الثناء و التقدير و له منا وافر محبتنا و تقديرنا على محبته للبنان .
-
معك خلف الحبتورأشكر رجل الاعمال الاماراتي و العربي و الكاتب خلف الحبتور على انصرافه الدائم للبنان الشعب و الوطن و اؤيد تماما ما جاء في متن مقالته عن أزمتنا . هذه الصرخة المدويّة , هي اضافة نوعية على تاريخ الحبتور الناصع تجاه الاقتصاد اللبناني و تأكيد ان لا مناص و لا خلاص للبنان الا بعمقه العربي . خلف الحبتور نحن معك و (نحن) تعني ان شؤيحة كبيرة من اللبنانيين تؤيدك في هذا الطرح .
-
شكرا خلف الحبتوراستوقفتني مقالة الكاتب العربي خلف الحبتور حول لبنان, لم استغرب و لم اتفاجأ بمدى اهتمامه بلبنان فهذا ليس جديدا على الرجل الذي احبّ لبنان و شعبه و أعطى الكثير لهذا البلد اللذي طالما اعتبره وطنه الثاني خلف الحبتور هذا العملاق المالي و الاقتصادي يتألم لألم اللبنانيين و يعاني معهم و يفكر معهم و عنهم احيانا كثيرة هذا الرجل الذي بالكاد يجد وقتا لكي يرتاح أشعرنا بمقالته بمدى عمق حسّه القومي العربي عبر اعطائه حيزا كبيرا للبنان في مشاغله فلقد شخّص بدقة و كطبيب متخصص ماهية الازمة اللبنانية و أكد أن حل هذه الازمة يحتاج الى جراحة لاستئصال هذه الاعراضات الاجتماعية في الشعور الوطني اللبناني هذه المقالة هي و بامتياز مدخل و بداية و تمهيد للنقاش الواسع وصولا الى مساحة وطنية مشتركة . شكرا خلف الحبتور.
-
شكراً خلف الحبتورالأستاذ خلف الحبتور المحترم، لقد قرأت مقالتك عدة مرات وفي كل مرة كنت أستعيد بكلماتك أيام الخير التي أنعم الله بها على وطننا لبنان.وأشعر بالأسى والألم والمرارة للحال التي وصل اليها. واليوم وعندما نقرأ تحليلك الجريء الذي لامس الواقع بكل شفافية فنقول لك بأننا مع مبادرتك وطرحك هذا والسيادة اللبنانية بخير طالما هناك أشقاء حريصون عليها حتى بكلماتهم . شكرا شيخ خلف
-
لبنان أمانة في أعناق الجميعلبنان أمانة في أعناق أشقائه العرب وخصوصاً الخليجيين منهم .أي نعم بلأننا بحاجة الى قبطان ينقذ وطننا من الغرق ،ولكننا نحتاج الى ضمير حي ووعي وإدراك ومواطنية صالحة لتحقيق ذلك. الأستاذ خلف الحبتور نشكرك لإهتماك بقضايا وطنك الثاني لبنان وشكراً لمشاعرك وأحاسيسك الصادقة والنبيلة . د. زياد العجوز