جورج إبراهيم عبد الله: ستعيش فلسطين... وتنتصر!
الرفاق والأصدقاء الأعزاء،
سنوات، سنوات طويلة جداً، خلف الجدران البغيضة، وما زالت نفس العزيمة ونفس الحماسة تتردد في صدى تعبئتكم التضامنية. علمي بتجمّعكم اليوم، هنا، أمام الأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة، على بُعد بضعة أمتار من زنزانتي، يملؤني بالقوة ويدفئ قلبي. لكن، يا لها من عاطفة، رفاقي وأصدقائي، أن نرى أنه للمرة الأولى منذ سنوات عدة، رفيقتنا التي لا تعرف الكلل، سوزان، ليست هي من تقرأ هذه الكلمات القصيرة. فرفيقتنا الغالية سوزان قد رحلت، كما تعلمون، منذ أسابيع قليلة. لكنها بلا شك ستبقى حية إلى الأبد في قلوبنا وذاكرتنا كاللهب المفعم بالحياة، خاصة في مثل هذه الظروف.
الرفاق والأصدقاء الأعزاء،
تعبئتكم التضامنية لا تترك أحداً هنا غير مبال، فأنتم ترون كيف أن أجواء هذا المكان القاتم، كل هذا الجو السجني، تتغيّر عندما تصل أصداء الحياة المتحركة وتصطدم بجو السكون القاتل ليوميات السجن المميتة... هكذا، يكتشف بعض السجناء الاجتماعيين، كأنّها عن طريق السحر، ولو لوهلة قصيرة، جمال وقوة العلاقات الإنسانية النزيهة، التضامن رغم سنوات طويلة خلف القضبان... النجاة في ظل الفقر الثقافي والعاطفي، من دون روابط حقيقية مع المجتمع منذ سنوات طويلة لبعضهم، هذا الإيقاظ من الحماسة والإنسانية لا يمر من دون أن يلاحظه أحد؛ فهو ينعكس في العيون ويظهر في هذه التعليقات العفوية التي تكون غالباً صادقة، ولكن للأسف قصيرة الأمد.
رفاقي وأصدقائي، إن صدى شعاراتكم وأغانيكم وكل ما تقدمونه يتجاوز هذه الأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة، يتردد في عقولنا وينقلنا بعيداً عن هذه الأماكن الكئيبة.
الرفاق والأصدقاء الأعزاء،
مع بداية هذه السنة الحادية والأربعين من الأسر، إن وجودكم هنا، بتنوع التزامكم، يقدم رداً قاطعاً على كل من راهنوا على نفاد طاقتكم التضامنية. يبرز هذا أنّ التغيير في موازين القوى لمصلحة الثوريين المسجونين يعتمد دائماً على التعبئة التضامنية المتواصلة في ساحة النضال المعادي للرأسمالية والإمبريالية.
هكذا، يمكن القول من دون أدنى تردد، إنّ الدعم الأكثر أهمية الذي يمكن تقديمه لرفاقنا المسجونين يكمن في الالتزام الحقيقي بالنضال الجاري. إنه فقط من خلال تحمّل مسؤولية التضامن على هذا المسار يبدأ استمرار احتجاز رفاقنا في السجون في أن يصبح عبئاً أكبر من التهديدات المحتملة المرتبطة بإطلاق سراحهم.
رفاقي وأصدقائي، في زمن الأزمة العالمية للرأسمالية المعولمة وتفاقم تناقضاتها كافة، هذا الزمن من الحرب والمجازر على نطاق واسع، والقمع، والتوجه نحو الفاشية، والدعاية والتلاعب، والنضالات الكبرى والتعبئة، وقبل كل شيء، يقظة الشباب المتحمس في وجه الهمجية المتأصلة في أزمة الرأسمالية المحتضرة في مرحلتها المتقدمة من التحلل... للمرة الأولى في تاريخ الإنسانية، يشهد الملايين على إبادة جماعية جارية. منذ أكثر من 380 يوماً، يواصل الجناة جرائمهم في غزة والضفة الغربية، وهم الآن يوسعون ساحة حربهم إلى لبنان بدعم فعّال من القوى الإمبريالية الكبرى في الغرب. لكن بفضل المقاومة البطولية للجماهير الشعبية الفلسطينية وطليعتهم المقاتلة، وبفضل التعبئة التضامنية الواسعة في مختلف أنحاء العالم، تبقى فلسطين صامدة وتستعيد مكانها أكثر من أي وقت مضى في الصدارة على الساحة الدولية.
وبهذا، الرفاق والأصدقاء الأعزاء، قد يكون من المفيد التذكير بأن التضامن الدولي النشط يشكّل سلاحاً لا غنى عنه في الكفاح ضد الاستعمار الاستيطاني المستمر في فلسطين وحرب الإبادة التي ترتبط بها ارتباطاً وثيقاً. إنه بناءً على هذا التضامن النشط يمكننا المشاركة في تغيير موازين القوى هنا، في بطن الوحش الإمبريالي وأيضاً في عملية بناء «الكتلة التاريخية»، الإطار العالمي والموضوع المحتمل لحركة التحرر الوطني الفلسطيني.
الرفاق والأصدقاء الأعزاء
بالتأكيد، من الملح القيام بكل ما يمكن لوقف الوحشية الصهيونية الجارية في غزة والضفة الغربية ولبنان. لكن، على الرغم من هذا العدوان الإبادي الكبير ضد غزة في هذه الأيام، حيث يضيف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى التدمير الكامل لكامل مساحة غزة القابلة للعيش، تبقى المقاومة ثابتة، محمية ومباركة من الجماهير الشعبية الفلسطينية.
لن ترفع غزة أبداً راية الاستسلام البيضاء. لن يتمكن الصهاينة ولا أي قوة إجرامية أخرى من كسر إرادة المقاومة في غزة.
العار على كل من يشيحون بنظرهم نحو مكان آخر في مواجهة الوحشية الإبادية الصهيونية!
فلتزهر ألف مبادرة في سبيل فلسطين ومقاومتها المجيدة!
الرأسمالية لم تعد سوى بربرية، المجد لكل من يقفون ضدها بتنوع تعبيراتهم!
معاً، ولن ننتصر إلا معاً!
ستعيش فلسطين وستنتصر فلسطين بلا شك!
لكم جميعاً، رفاقي وأصدقائي، تحياتي الثورية الحارة.
سنوات، سنوات طويلة جداً، خلف الجدران البغيضة، وما زالت نفس العزيمة ونفس الحماسة تتردد في صدى تعبئتكم التضامنية. علمي بتجمّعكم اليوم، هنا، أمام الأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة، على بُعد بضعة أمتار من زنزانتي، يملؤني بالقوة ويدفئ قلبي. لكن، يا لها من عاطفة، رفاقي وأصدقائي، أن نرى أنه للمرة الأولى منذ سنوات عدة، رفيقتنا التي لا تعرف الكلل، سوزان، ليست هي من تقرأ هذه الكلمات القصيرة. فرفيقتنا الغالية سوزان قد رحلت، كما تعلمون، منذ أسابيع قليلة. لكنها بلا شك ستبقى حية إلى الأبد في قلوبنا وذاكرتنا كاللهب المفعم بالحياة، خاصة في مثل هذه الظروف.
الرفاق والأصدقاء الأعزاء،
تعبئتكم التضامنية لا تترك أحداً هنا غير مبال، فأنتم ترون كيف أن أجواء هذا المكان القاتم، كل هذا الجو السجني، تتغيّر عندما تصل أصداء الحياة المتحركة وتصطدم بجو السكون القاتل ليوميات السجن المميتة... هكذا، يكتشف بعض السجناء الاجتماعيين، كأنّها عن طريق السحر، ولو لوهلة قصيرة، جمال وقوة العلاقات الإنسانية النزيهة، التضامن رغم سنوات طويلة خلف القضبان... النجاة في ظل الفقر الثقافي والعاطفي، من دون روابط حقيقية مع المجتمع منذ سنوات طويلة لبعضهم، هذا الإيقاظ من الحماسة والإنسانية لا يمر من دون أن يلاحظه أحد؛ فهو ينعكس في العيون ويظهر في هذه التعليقات العفوية التي تكون غالباً صادقة، ولكن للأسف قصيرة الأمد.
رفاقي وأصدقائي، إن صدى شعاراتكم وأغانيكم وكل ما تقدمونه يتجاوز هذه الأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة، يتردد في عقولنا وينقلنا بعيداً عن هذه الأماكن الكئيبة.
الرفاق والأصدقاء الأعزاء،
مع بداية هذه السنة الحادية والأربعين من الأسر، إن وجودكم هنا، بتنوع التزامكم، يقدم رداً قاطعاً على كل من راهنوا على نفاد طاقتكم التضامنية. يبرز هذا أنّ التغيير في موازين القوى لمصلحة الثوريين المسجونين يعتمد دائماً على التعبئة التضامنية المتواصلة في ساحة النضال المعادي للرأسمالية والإمبريالية.
هكذا، يمكن القول من دون أدنى تردد، إنّ الدعم الأكثر أهمية الذي يمكن تقديمه لرفاقنا المسجونين يكمن في الالتزام الحقيقي بالنضال الجاري. إنه فقط من خلال تحمّل مسؤولية التضامن على هذا المسار يبدأ استمرار احتجاز رفاقنا في السجون في أن يصبح عبئاً أكبر من التهديدات المحتملة المرتبطة بإطلاق سراحهم.
رفاقي وأصدقائي، في زمن الأزمة العالمية للرأسمالية المعولمة وتفاقم تناقضاتها كافة، هذا الزمن من الحرب والمجازر على نطاق واسع، والقمع، والتوجه نحو الفاشية، والدعاية والتلاعب، والنضالات الكبرى والتعبئة، وقبل كل شيء، يقظة الشباب المتحمس في وجه الهمجية المتأصلة في أزمة الرأسمالية المحتضرة في مرحلتها المتقدمة من التحلل... للمرة الأولى في تاريخ الإنسانية، يشهد الملايين على إبادة جماعية جارية. منذ أكثر من 380 يوماً، يواصل الجناة جرائمهم في غزة والضفة الغربية، وهم الآن يوسعون ساحة حربهم إلى لبنان بدعم فعّال من القوى الإمبريالية الكبرى في الغرب. لكن بفضل المقاومة البطولية للجماهير الشعبية الفلسطينية وطليعتهم المقاتلة، وبفضل التعبئة التضامنية الواسعة في مختلف أنحاء العالم، تبقى فلسطين صامدة وتستعيد مكانها أكثر من أي وقت مضى في الصدارة على الساحة الدولية.
وبهذا، الرفاق والأصدقاء الأعزاء، قد يكون من المفيد التذكير بأن التضامن الدولي النشط يشكّل سلاحاً لا غنى عنه في الكفاح ضد الاستعمار الاستيطاني المستمر في فلسطين وحرب الإبادة التي ترتبط بها ارتباطاً وثيقاً. إنه بناءً على هذا التضامن النشط يمكننا المشاركة في تغيير موازين القوى هنا، في بطن الوحش الإمبريالي وأيضاً في عملية بناء «الكتلة التاريخية»، الإطار العالمي والموضوع المحتمل لحركة التحرر الوطني الفلسطيني.
الرفاق والأصدقاء الأعزاء
بالتأكيد، من الملح القيام بكل ما يمكن لوقف الوحشية الصهيونية الجارية في غزة والضفة الغربية ولبنان. لكن، على الرغم من هذا العدوان الإبادي الكبير ضد غزة في هذه الأيام، حيث يضيف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى التدمير الكامل لكامل مساحة غزة القابلة للعيش، تبقى المقاومة ثابتة، محمية ومباركة من الجماهير الشعبية الفلسطينية.
لن ترفع غزة أبداً راية الاستسلام البيضاء. لن يتمكن الصهاينة ولا أي قوة إجرامية أخرى من كسر إرادة المقاومة في غزة.
العار على كل من يشيحون بنظرهم نحو مكان آخر في مواجهة الوحشية الإبادية الصهيونية!
فلتزهر ألف مبادرة في سبيل فلسطين ومقاومتها المجيدة!
الرأسمالية لم تعد سوى بربرية، المجد لكل من يقفون ضدها بتنوع تعبيراتهم!
معاً، ولن ننتصر إلا معاً!
ستعيش فلسطين وستنتصر فلسطين بلا شك!
لكم جميعاً، رفاقي وأصدقائي، تحياتي الثورية الحارة.