لم يكن لفيروس كورونا فقط سيّئات. فمن حسناته أنه صحّح اللغط الدائم بين عمر النشاطات التي تقام سنوياً وعدد دوراتها. مثلاً مهرجان «البستان» انطلق بدورته الأولى عام 1994، بالتالي يصبح عمره اليوم 30 سنة، ودورته الحالية يُفترَض أن تحمل الرقم 31. غير أن توقُّف كل شيء باستثناء الوقت في مدة الجائحة العالمية، فَرَض إلغاءً لدورة (2021)، فاستطاع المهرجان الشتويّ في دورته الثلاثين، الاحتفال كذلك بعيده الثلاثين. في عام 2018، احتفل بعيده الـ25 لكن بدورته الـ26. وكذلك فعل عامَي 2013 و2003 في العيد العشرين والعيد العاشر على التوالي. إذاً، ثلاثون ربيعاً وثلاثون شتاءً، أراد لها المنظّمون عنواناً بسيطاً ومعَبّراً: ثلاثون سنة، رغم كل العقبات.

تشارك السوبرانو الإيطالية فالنتينا بوي في ليلة افتتاح المهرجان

هكذا عنوان في بلدٍ طبيعي أو شبه ذلك قد يبدو سخيفاً أو مدّعياً. في لبنان، هو ينطبق ببساطة على كل ما «ما زال» (راجع الحلقة 7 من برنامج «يَهْ ما أحلاكم» لزياد الرحباني). فالاستمرار، هنا، في العشرة آلاف كيلومتر مربّع ونيّف، هو مشيٌ على البَيض في حقل ألغام. أحياناً تنكسر بيضةٌ فتُعَكِّر الحياة وأحياناً ينفجر لغمٌ فيُعَطِّلها. مثلاً، هذه السنة طار «مهرجان بعبدات» بعد الفشخة الأولى، إذ سبقت انطلاقته بأيام قليلة عملية «طوفان الأقصى». ومع دخول الوضع العام في المجهول، راحت إلغاءات الحفلات تتوالى في انتظار فرجٍ لن يأتي. في المقابل، بشبه أعجوبة مرّ مهرجان «بيروت ترنّم» بسلام. بعد نحو شهرَين من الإبادة الإسرائيلية للحياة في غزّة، بات المجهول أقلّ تخفّياً، فأصبح التعامل معه ممكناً رغم قبحه. «البستان» من جهته أخّر قدر الإمكان مؤتمره الصحافي، قبل أن يعلن عن برنامج دورته المرتقبة، لكن في جوٍّ من القلق والتعويل على ما يحمله كل يومٍ بيومه. الكلّ تفاجأ بالمستوى الفنّي العالي نسبةً للظروف (راجع المقالة الثانية في الصفحة) وبالأسماء الكبيرة التي لا تبدو أنها من النوع الذي يمكن أن يغامر في زيارة مناطق بسخونة لبنان. هنا نستثني الروسي بوريس بيريزوفسكي، عملاق البيانو الذي ربّما يأتي بالضبط لأنّ الوضع ليس على ما يرام. بالنظر إلى شخصيته، نشعر أنه لا يقيم وزناً كبيراً للمخاطر وبالنسبة إليه الحياة عملية اقتحام وكذلك اللعب على البيانو: من ملبسه إلى علاقته بالجمهور، ومن أسلوبه في العزف إلى اعتزاله التسجيل في استوديو (على غرار كثير من عازفي المدرسة الروسية الذين يفضّلون الحيّ على المسجَّل، مثل ريختر وسوكولوف)، لا يَعتَبر بيريزوفسكي أنّه يمارس مهنة غير عادية… وبدل الأمسية سيقدّم أمسيتَين، كما فعل في زيارته الأخيرة إلى لبنان قبل سنتَين. على أي حال، الرجل رافق المهرجان منذ بداياته حتى اليوم، وعلاقته بلبنان قد تكون أقوى من بعض اللبنانيين المغتربين… فهذه زيارته العاشرة منذ 1996!
عن هذا الصمود، سمعنا الكثير من الكلام خلال المؤتمر الصحافي. وهو كلام مبرَّر إذا أخذنا في الحسبان كمية الخضّات التي شهدها لبنان في العقود الثلاثة الأخيرة. من هذا المنطلق، ثلاثون سنة من عمر مهرجان في لبنان توازي مئة في سويسرا مثلاً، إن قيسَت بعدد الأحداث. هذا إنجاز، ولهذا الإنجاز نؤدّي التحية. لكن المشكلة ليست في ما سمعناه في المؤتمر الصحافي، بل في ما لم نسمعه. كل ما أردنا سماعه لا يتعدّى ثلاثة أحرف: غزّة. نحب «البستان» ولا نكون مرتاحين عندما ننتقده. ربما يقول بعضهم إن الموسيقى، بالأخص الكلاسيكية، يجب أن تبقى بعيدة عن السياسة. هذا صحيح لكن ليس بعد عام 1803، يوم أرادها بيتهوفن في قلب الحدث وأداةً للموقف السياسي الواضح، ونقصد سيمفونيته الثالثة (أهداها إلى نابوليون، ثم شطب الإهداء بغضب شديد، فَور عِلمه أن القائد الفرنسي نَصّب نفسه إمبراطوراً «مثله مثل أي إنسان» على حد قول المؤلف الألماني). كثيرون بعد بيتهوفن، فعلوا ذلك أمام الأحداث الكبيرة التي تفرض عدم الحياد، والأمثلة لا تُحصى.
في مجال الغناء الأوبرالي، الاسم المفاجأة هو السوبرانو الفرنسية جولي فوكس

ليس المطلوب حفلة تُقال فيها أغنياتٌ ثورية وشعر ثوري. المطلوب عنوان. سيمفونية بيتهوفن لا تتضمّن كلمة واحدة. تتضمن ما هو أكبر وأهم وأنجع من الكلام. تتضمّن موسيقى. الكثير الكثير منها. مثلاً، الحركة الثانية رثائية، وعمق الرثاء فيها يعلو فوق أعظم رثاء، نثراً أو شعراً، في الشرق وفي الغرب بشمالَيهما وجنوبَيهما. إنه رثاءٌ عابر لكل شيء. رثاءٌ يتبنّاه من يحتاجه، بعكس الكلام المخصّص لشخص أو شعب أو بلد. أمّا إذا كان هناك خوف من خسارة تمويل أو دعم آتٍ من دوَل وجِهات غربية، فهل هذه علاقة صحّية؟ هل مفهوم الغرب للحريات مبطَّنٌ بالابتزاز؟ بكل حرص ومسؤولية لم نكن نطلب أكثر من هذه الكلمات: نهدي هذه الدورة إلى أطفال غزّة. من دون أي حرف إضافي، لا عن «حماس» (وهي في موقع عداوة معنا موسيقياً) ولا عن مجرمي إسرائيل. تضامن مع أطفال. لا نريد أكثر من هذا، فقط لخلق حد أدنى من التوازن في عالم الكلاسيك مع ما قاله الوقح المقيت، عازف البيانو الروسي الأصل الإسرائيلي الجنس والجنسية يفغيني كيسين. واللهِ لو لم يكن هناك أسماء شوبان وبيتهوفن وموزار وباخ على أغلفة ديسكاته، لكنّا رميناها تحت أقدامنا وسحقناها كما تمنّى أن يفعل «جيشه» بأهل غزّة. لكنّ تسجيلاته سيأكلها الغبار في مكتبتنا ولن يزيد عددها مهما بلغ الإغراء من ذروات: هذا وعد.
مع ذلك، بين 21 الجاري و17 آذار (مارس) المقبل، سنكون وندعوكم لأن تكونوا على الموعد في بستان الجمال. بين نكات نانسي عجرم المتزلّفة والبائخة في مملكة الدلع وكلام ماجدة الرومي الساذج والمتملّق في إمارات الإنجازات، نختار حبة غبار تركها حذاء موسيقيّ على مسرح «قاعة إميل البستاني». بين تركي آل الشيخ (4 آب/ أغسطس 1981) وميرنا البستاني، نحن جنودها في «الحرب» على الترفيه وعلى جحافل «الزحّيفة» مِن المرَفِّهين. ففي الموسيقى الخلود وفي الترفيه الجحود وفي غزّة الصمود.

* مهرجان «البستان»: بين 21 شباط (فبراير) و17 آذار (مارس) المقبل ـــ «فندق البستان» (بيت مري) albustanfestival.com

عن نجوم الدورة الحالية و... الأداء

لشدّة ما استعان جيانلوقا مارتشيانو، المدير الفنّي لمهرجان «البستان»، بقاموس أفاعل التفضيل، استنزفَه. أو لِنَقُل إنّه فَقدَ مصداقية اللجوء إليه. وهذا ما أقلقنا في المؤتمر الصحافي هذه السنة، إذ بدا مارتشيانو مكبوتاً، يحاول أن يُفهِم الصحافيين بأنه «يقول الحقيقة» (بما أنه يعتبر أن الغالبية الساحقة منهم ليست ضليعة كفاية في عالم الموسيقى الكلاسيكية الغربية، وهذا صحيح). أراد القول إن فلاناً أو فلانة هو/ هي من الأهم في جيله/ا ومجاله/ا، لكنّ المفردات راحت تخونه من دون رأفة. فهو سعى إلى ألاّ تشبه العبارات الرنّانة التي دأب على إطلاقها خبط عشواء على مدى الدورات الماضية. وجد المدير الفني نفسه مكبلاً أمام عدم قدرته على إقناع الصحافة بدقّة اختياره لوصف من يتكلّم عنهم. في السابق، كان يقول عن عازف عادي إنّه من الأفضل في العالم، وعن الجيّد الكلام نفسه لكن بصوت أقوى وعن المغمور إنّه من الأشهَر، وعن الممتاز يتلعثم لفرط الحماسة ثم يقول أيضاً الكلام ذاته تقريباً. هذه السنة، وجد نفسه أسير مبالغاته السابقة، فأردنا تحريره وإبلاغكم أنّ ما قاله مارتشيانو هذه المرّة دقيق مئة في المئة. هذه السنة لم يبالغ، وعلى برنامج «البستان» أسماء كبيرة جداً، تَفاجأنا أنها لبّت الدعوة في ظروف مماثلة (أو حتى في ظروف طبيعية)، وسنلقي عليها الضوء في السياق. لكن قبل ذلك، سنوضح المسألة التالية الخاصة بعالم الكلاسيك الغربي، التي تدفعنا إلى تمييز بعض الموسيقيين عن الباقين: لماذا يذهب المرء إلى أمسية لسماع عملٍ يعرفه أو سمعه عشرات المرّات أحياناً؟ لماذا يتحمّس لهذه الأمسية أو تلك، أكثر من أمسيات أخرى بذات البرنامج لناحية الأعمال، التي ربما أيضاً سمعها عشرات المّرات؟ استطراداً، لماذا نقتني تسجيلاتٍ كثيرة للعمل ذاته؟ أولاً، هذه المسألة لا تنطبق على كل الأعمال في الريبرتوار. فبعض المقطوعات لا عمق فيها يوجب «الحفر». والحفر يعني اكتشاف المزيد، وهنا بيت القصيد. الأعمال الكبيرة (ليس في الكلاسيك فقط، ولو حوى هذا النمط النسبة الأكبر منها) هي إبداعات عميقة، فيها كثافة عالية (في تناغم الجُمل وتقابلها وعلاقتها ببعضها وفي البنية العامة ومنظومة الديناميكيات اللامتناهية). لذا، هي تحتمل التأويل. والتأويل يحصل في الأداء. والأداء هو مقاربة «حفرية». والحفر يزداد عدد زاوياته مع حجم العمل، وعمقه يكبر في الأعمال المعقّدة والمتينة. بالتالي، كل زاوية في الحفر تبيّن جديداً في العمل، وكل تعميقٍ يرفع غشاءً عن قعر المقطوعة، وفي هذا القعر شذرات من حقيقة، موسيقية أو فنية، لكن أيضاً مطلقة ولن نراها بالكامل. صحيح، لكن النظر في اتجاهها يكفي لارتقاء النفس في هذا المشوار بالوجود. لهذا، الموسيقي الكبير هو من يتقن الحفر ويملك أدوات تنفيذه. إنها عملية غير مضمونة النتائج. لذا، لا يُوَفَّق دائماً «الحفّار» في إنجاز ما خطط له بثقة عالية. أو قد يحفر من زاوية جيّدة لكنّها محفورة من قبل (فيعجب المبتدئين ولا يبهر الخبراء)! أو يُوَفَّق بزاوية حفر جديدة، لكنه يتعثّر في التعميق بسبب نقص في المعدّات (مستواه التقني، خبرته، فهمه الواسع للعمل...). كذلك، قد يكون الموسيقي مكتملاً تقنياً، لكنه لا ينجح في تقديم جديد. بهذا المعنى، هو يمتلك عدة الحفر، لكن تنقصه الحرفية والرؤية الصائبة، وغالباً ما يغشّ هذا الأمر الناس. لذلك، عندما تحضر العدّة، لا يجب أن يعني ذلك بالضرورة أن الحفّار سيجيد استخدامها ويرينا جديداً. والجديدُ جديدٌ على الجميع: مَن لم يسبق له أن «رأى» يكون قد حصل على أوّل جديدٍ وهنا تبدأ رحلته، ومن سبق أن «رأوا» يضاف جديدٌ إلى جعباتهم المحمّلة بنسبٍ متفاوتة من وزنات الحقيقة الخاصة بهذه التحفة أو تلك. هذا ما يجعل المرء يقتني عشرين وثلاثين تسجيلاً لعملٍ ما، وهذا ما يدفعه أيضاً إلى أن يستكمل بحثه في العمل ذاته، عبر أمسية وأمسيتَين وعشر أمسيات. مثلاً، السنة الماضية، وخلال الاستراحة في أمسية ألكسندر مالوفييف، التقينا بصديقة قالت لنا: «هناك جمل في اليد اليسرى بالحركة الثالثة لسوناتة «ضوء القمر» لم أسمعها من قبل، وكدت أطير من السعادة». هذا مع العلم بأن المتكلّمة سمّيعة عتيقة والعمل يتمتع بشهرة غير عادية وهو من الأكثر تسجيلاً وأداءً في التاريخ! هذا يعني شيئاً واحداً: الأعمال الكبيرة لا تَكشُف كل أسرارها من اللقاء الأول، ولا بعد اللقاء الألف. من هنا يأتي واجبنا في الإضاءة على بعض الأسماء، لكن في المقابل على الجمهور أن يقصد الأمسيات بهذا الغرض (وإلا يصبح الأمر تكراراً بلا معنى، وفيه هدر للوقت وللمال… ومضرّ بالبيئة أيضاً!). أخيراً، الفنان الكبير، يعني أن احتمال الجديد عالٍ، علماً أنه يبقى غير أكيد. فهناك، مثلاً، تسجيلان حيّان لإحدى سيمفونيات بيتهوفن، مع القائد والأوركسترا ذاتها، بفارق يوم واحد: تسجيلٌ مرجعيّ وتسجيلٌ كارثي! ففي النتيجة غير المكفولة كلّ التشويق والترقّب والمتعة (في مجال الجاز ينطبق ذلك تماماً على الصولوهات المرتَجَلة).
من هم نجوم الدورة المرتقبة: الثقل الأكبر هذه السنة يأتي من جهة البيانو. تاريخياً، «البستان» معروف في دعوته كبار العازفين، وهذه السنة تعدّ جيدة جداً بالمطلق وأكثر من ذلك نسبةً إلى الظروف. على رأس اللائحة، «صديق المهرجان» بوريس بيريزوفسكي. و«بوريس هو بوريس» (كما عنوَن المهرجان إحدى أمسيتَيه). أما إيفلين، فهي ابنته التي ترافقه في زيارة لبنان وفي الأمسية الثانية. إلى عائلة بيريزوفسكي يضاف الأرجنتيني نيلسون غورنر. فعلاً، لم نتوقّع هذا الاسم. إنه من عمالقة البيانو (والبيانو-فورتيه)، خصوصاً في شوبان (وهو خبيرٌ وعضوٌ في لجنة تحكيم مسابقة شوبان)، علماً أنّ أمسيته لن تحوي أي عمل للمؤلف البولوني/الفرنسي. لكن لا بأس، فلنسمعه في ريبرتوار مختلف. بعد غورنر، مفاجأة أخرى تتمثل في حضور الفتى الرهيب، الفرنسي أكسندر كانتوروف (من أصل روسي) الذي راكم الجائزة الأولى والميدالية الذهبية والجائزة الكبرى في «مسابقة تشايكوفسكي» (فئة البيانو) عام 2019. ديسكاته تحصد عند صدورها كل الجوائز (بالأخص في برامز وسان-سانس). هو شاب عشريني (1997) بأنامل خبير عتيق وعقله. والده عازف كمان وقائد أوركسترا، وتعاونهما في تسجيل كونشرتوهات سان-سانس الخمسة نتجت منه تحفة ديسكوغرافية. غير أن كانوتوروف لن يقدّم ريسيتالاً منفرداً، بل برفقة نجمٍ صاعد آخر في مجال العزف على الكمان، السويدي دانيال لوزاكوفيتش (2001)، الذي وقّع عقداً مع «دويتشيه غراموفون» وهو في الـ15 من عمره! عازف كبير، لكن في الحقيقة حتى الآن لم يقدّم إنجازاً فوق العادة، ربما لأن الأعمال التي سجّلها (باخ وتشايكوفسكي وبيتهوفن) «ختمها» العمالقة من قبله بشكل شبه محكم. في مجال الغناء الأوبرالي، الاسم المفاجأة هو السوبرانو الفرنسية جولي فوكس (Julie Fuchs) صاحبة الموهبة الكبيرة صوتاً وتعبيراً، التي تقدّم أمسية منفردة وتشارك في أخرى جَماعية. كذلك، يشارك في المهرجان التينور ماركو بيرتي، وهو من الأصوات المتخصصة في الريبرتوار الإيطالي، ودعوته لإحياء ذكرى بوتشيني في الافتتاح صائبة تماماً. أخيراً، نذكر أمير التشيلّو الفرنسي من الجيل الجديد، أيضاً «صديق المهرجان»، فيكتور جوليان-لافريير الذي يشارك في الأمسية الختامية. وتقتضي الأمانة أن نعتبر أن الأسماء الأخرى قد تكون ممتازة، لكن بصراحة لا نعرفها بشكلٍ كافٍ يسمح بالحكم عليها (طبعاً لا نقصد خالد مزنّر… فلكل مهرجانٍ «مانوكيانه»)، مثل السوبرانو التي تشارك في الافتتاح، الإيطالية فالنتينا بوي وكذلك عازف البيانو جيوزيبي أندالورو الذي يقدّم أمسيتَين منفردتَين.


الأمسيات الأساسية

الافتتاح: تحيةٌ لبوتشيني
21/02



تحلّ هذه السنة المئوية الأولى لرحيل المؤلف الإيطالي بوتشيني (1858 - 1924)، آخر المساهمين الكبار في الأوبرا الإيطالية. حَجَز «البستان» الافتتاح لهذه المناسبة، ويحييه الثنائي فالنتينا بوي (سوبرانو) وماركو بيرتي (تينور/ الصورة) في مقتطفات من «توسكا» و«لا بوويم» و«توراندوت» و«مانون لسكو» وغيرها. المرافقة للبيانو (وليس للأوركسترا… هذا مكلِف!) يتولّاها فرنشيسكو برباجيلاتا.

جيوزيبي أندالورو
23 و24/2



ليس عازف البيانو جيوزيبي أندالورو (الصورة) من الأسماء الشهيرة، لكن هذا لا يعني أنه لا يتمتّع بالمستوى المرموق. مشاركته تبدأ بأمسية في «فندق البستان» (حيث تجري معظم المواعيد) ويليها موعد في اليوم التالي في البترون (كاتدرائية مار إسطفان). البرنامج ذاته في الأمسيتَين يتضمّن أعمالاً لفريسكوبالدي وباخ (الـ«شاكون» التي نقلها بوزوني من الكمان للبيانو) لِيسْت (الرابسودي رقم 12) والسوناتة الأولى لرخمانينوف.

نيلسون غورنر أو العظمة الهادئة
29/2



تراكمت أرباع الأيام على مدى أربع سنوات لتمنحنا يوماً إضافياً هذا الشهر وأمسيةً في «البستان» للعازف الكبير نيلسون غورنر (1969/ الصورة). سجّل الرجل بشكل أساسي أعمالاً لشوبان، لكن أيضاً لشومان وبيتهوفن وبرامز وغيرهم. رغم وتيرة منخفضة في الإصدارات في السنوات الأخيرة، لم يعلّق نشاطه الحيّ، ونسمع في أمسيته هاندل وشومان ورخمانينوف وغيرهم… وقد يضيف شوبان من خارج البرنامج (bis).

ثنائي ساحر وأغنية فرنسية
2 و3/3



مواعيد الشهر المقبل تُستَهَلّ في الثاني منه بأمسية قريبة من الكلاسيك يحييها عازف الأكورديون الفرنسي فيليسيان بروت وزميله جوي كريستوف (كلارينت/ الصورة) ويعزفان أعمالاً لبرنشتاين وميشال لوغران وبياتزولا وغيرهم. في اليوم التالي، ينضم إليهما الباريتون سيرجيو غالفان وعازف الكونترباص إدوار ماكاريز في باقة أغنيات فرنسية (برانسس، بيكو، بريل، بربارا، بياف، رونو، نوغارو، أزنافور، ترينيه… وغينسبور).

بيريزوفسكي… بوريس وإيفلين
5 و6/3



يعود عازف البيانو الروسي العملاق بوريس بيريزوفسكي (الصورة) إلى «البستان» للمرة العاشرة. هذه السنة يحيي أمسية منفردة يعزف خلالها بيتهوفن (السوناتتان رقم 8 و13) وليابونوف وبروكوفييف وسترافينسكي. في اليوم التالي، تنضم إليه ابنته إيفلين لتعزف منفردةً أعمالاً لرافيل ومعه عملاً لدوبوسي، في حين ينفرد هو بعمل لغرشوين قبل أن ينتقل إلى موسيقى البلوز في ارتجالات يشارك فيها موسيقيون آخرون.

أمسية جاز
8/3



حاول «البستان» دائماً تطعيم دوراته بأمسيات من خارج الكلاسيك الغربي، وبالأخص الجاز. هذه السنة، كما السنة الماضية، يحيي أمسية الجاز الوحيدة ثلاثي ذو التركيبة الأشهر في هذا النمط (بيانو، كونترباص ودرامز) مع جوليان جوزيف (الصورة) ومارك هودجسون ومارك مونديزير، ونسمع منهم كلاسيكيات لغرشوين وإلينغتون وبورتر بمقاربة خاصة للفرقة التي يذكّر عازف البيانو فيها، قلباً وقالباً، بالراحل الجميل جورج دوك.

الثنائي النجم كانتوروف/لوزاكوفيتش
10/3



كان يمكن لكلّ اسمٍ من الاثنين في هذه الأمسية أن يكون نجمَ موعدٍ مستقل، الأمر الذي يجعل من اجتماعهما في ليلةٍ واحدة حدثاً استثنائياً في هذه الدورة. عازف البيانو ألكسندر كانتوروف (الصورة) وزميله دانيال لوزاكوفيتش للمرة الأولى في «البستان» لتقديم برنامجٍ يجمعهما في سوناتات للبيانو والكمان (ونتمنّى أن ينفرد كانتوروف في إضافةٍ من خارج البرنامج) لدوبوسي وفرانك وغريغ (الثالثة) وشومان (الأولى).

... وطلع البدر علينا
12/3



في مناسبة حلول شهر رمضان، يُدرِج مهرجان «البستان» في دورته لهذا الموسم أمسية رمضانية تتضمن إنشاداً دينياً وصوفياً، بالإضافة إلى باقة من أغنيات سيّد درويش (الصورة) وأخرى من كلاسيكيات عصر النهضة العربية، بالتعاون مع برنامج زكي ناصيف للموسيقى. تحيي الأمسية فرقة «المجموعة العربية للجامعة الأميركية في بيروت» بقيادة فادي يعقوب.

جولي فوكس… والقداس الاحتفالي الصغير
14 و15/3



لا شكّ في أن السوبرانو الفرنسية جولي فوكس (الصورة) هي من أبرز الأسماء المشاركة في المهرجان هذه السنة. في الإطلالة الأولى تؤدي، برفقة بيانو، موزار وبيزيه وفوريه وبورسل… وفي الثانية تنضم إلى ثلاثة مغنين آخرين وجوقة «سيدة اللويزة» وعازف بيانو وعازف أكورديون (ينوب عن الهارمونيوم في النسخة الأصلية) لأداء «القداس الاحتفالي الصغير» لروسيني بقيادة جيانلوقا مارتشيانو… ننصح عشاق الكحول بالاستماع إلى نسخة المغنية الذكية جولييت لهذا العمل!

ختام… من أجل السلام
17/3



إذا سارت الأمور على ما يرام، يبلغ «البستان» خط نهاية دورته بعد نحو شهر من اليوم، في ختامِ يحمل عنوان «معاً من أجل السلام». يشارك في الأمسية عازف التشيلّو الفرنسي البارع فيكتور جوليان-لافريير (الصورة) الذي يؤدي كونشرتو التشيلّو لدفورجاك في حين تنفرد الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية (مدعومة بموسيقيين من خارج الحدود على الأرجح) بأداء السيمفونية رقم 40 لموزار بقيادة جيانلوقا مارتشيانو.