لم تنضب مؤلّفات روبرتو بولانيو (1953 – 2003) حتى الآن. الكاتب التشيلي عاد أخيراً مع مجموعة جديدة كان قد تركها قبل رحيله المبكر، وتضمّ ثلاث روايات قصيرة. منذ غيابه سنة 2003، بدأت تصدر تباعاً رسائله وأعماله الأدبية التي تجاوز عددها أعماله المنشورة في حياته، أبرزها رواية «2666» التي كان قد أوصى بنشرها بعد وفاته لكي يضمن مستقبل عائلته المالي. جديد بولانيو هو هذه المجموعة الروائية بعنوان Cowboy Graves التي صدرت أخيراً بالإنكليزية عن Pan Macmillan (ترجمة ناتاشا ويمر)، وكان قد كتبها في السنوات الأخيرة من حياته. أولى الروايات الثلاث القصيرة تحمل عنوان المجموعة القصصية Cowboy Graves التي تقدّم أجزاء من سيرة حياة بولانيو وشبابه بين تشيلي والمكسيك. ربما تكون هذه الرواية الأكثر قرباً من سيرة بولانيو الحقيقية، إذ أنها تحوي شذرات من حياته على لسان البطل أرتورو بلانو (أنا بولانيو الأدبية الأخرى التي ظهرت في أعمال كثيرة أبرزها رواية «رجال التحرّي المتوحّشون»). حياة يمضيها الشاب بين متع كثيرة منها شراء أو سرقة الكتب، والنساء والشعر والأصدقاء الذين يعود إلى تشيلي مرة أخرى بعد الانقلاب ليقاتل إلى جانبهم من أجل الاشتراكية. أما «كوميديا ​​الرعب الفرنسية» فتدور أحداثها في فرنسا، مع بطل يبلغ 17 عاماً من عمره، يجيب ذات ليلة، بالمصادفة، على هاتف عمومي ليجد نفسه مجنداً في مجموعة سريالية سريّة للفنانين مقرّها في مجاري باريس. وتختتم المجموعة مع قصّة Fatherland، وشخصية ريغوبرتو بلانو. وهنا يلجأ بولانيو إلى شذرات ومقاطع سردية متفرّقة، تتوالد فيها القصص الفرعية والأفلام والمشاهد والأحلام من القصّة الرئيسية التي تتبع طيّاراً شرّيراً يكتب الشعر الفاشي فوق تشيلي.