مقالات مرتبطة
-
تعرّف... تحبّ! ابراهيم الأمين
لم يقف مكتّف أمام عدسات الكاميرا يوماً حاملاً شيكاً لمساعدة اجتماعية، لكنّ الكنيسة والمؤسسات المعنية تعرف حجم ما كان يقدّم من مساعدة. لم يتبجّح يوماً بأنه قائد سياسي لحركة الاستقلال الثاني، لكنه عرف كيف يكون إحدى أبرز شخصياتها وناشطاً وفاعلاً في حركة سياسية ناشطة مع مجموعة من سياسيين، بعضهم رحل وبعضهم لا يزال ناشطاً بقوة، وقياديين وأصدقاء لهم خبرتهم السياسية، يقف إلى جانبهم ويقفون إلى جانبه. المؤسف في غياب مكتف، سليل العائلة البعيدة عن الإعلام رغم نشاطها المالي والاقتصادي والاجتماعي القديم وليس الطارئ المبني على فساد ونهب وسرقات، عدا فعل الغياب في حدّ ذاته، أنه - في لحظة - كشف خواء الأعجوبة اللبنانية، ومستوى الانحدار السياسي والأخلاقي. هو المتواضع الذي لا يشبه رجال المال والسياسة الحديثي النعمة والمتبجّحين بثرواتهم الطارئة، استحقّ حياة جديرة به، ولا يستحق مطلقاً كمية السموم التي أُطلقت نحوه. فجرائم الكراهية وجدت فيه ضحية مناسبة، وهو الذي لم يكن سياسياً أو رجل أعمال فاسداً، وأظهرت مرة أخرى أن تردّي الأخلاق واختراق حرمة الموت، صارا، بكل فخر، «صُنع في لبنان».