التزام المعاهدات الدولية يجنّب وقوع مليونَي إصابة بسرطان الجلد سنوياً في العالم
أولى الخطوات، عالمياً، لحماية طبقة الأوزون كانت «خطة العمل العالمية بشأن طبقة الأوزون» التي اعتمدها برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 1977، لإجراء بحوث دولية مكثّفة ورصد طبقة الأوزون. وفي عام 1981، صيغت اتفاقية إطارية عالمية بشأن حماية طبقة الأوزون الستراتوسفيرية، أدّت عام 1985 إلى اعتماد اتفاقية فيينا التي ركّزت على البحث والتعاون والرصد أكثر من التركيز على استبدال المواد المسبّبة للمشكلة. لكنها نجحت في تثبيت منهجية عالمية فاعلة تؤكد العلاقة بين العلم والدبلوماسية والتعاون مع القطاع الخاص. وقد أظهرت الأدلة العلمية أن هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات، ويمكن إجراء تعديلات بشكل دائم، آخرها ما عُرف بـ«تعديلات كيغالي» على «بروتوكول مونتريال» (1987). يميّز البروتوكول بين الدول الصناعية المتقدّمة التي تمتلك القدرات المالية والتقنية لإحداث تغييرات في استهلاك وإنتاج المواد المستنفدة للأوزون، والبلدان النامية التي تحتاج إلى المساعدة للوفاء بالتزاماتها. وقد خرجت الأمم المتحدة بتسوية مشابهة لما اعتمدته في قضية تغيّر المناخ حول «المسؤوليات المشتركة، ولكن المتباينة» بين الدول. على هذا الأساس، أُنشئ صندوق للمساعدة في توفير الموارد المالية لإيجاد بدائل عن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون (استفاد منه لبنان)، لضمان قدرة كل البلدان على الوفاء بالتزاماتها.
الأهم أن اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال التنفيذي ساهما في تجنّب وقوع مليونَي إصابة بسرطان الجلد سنوياً، أو 443 مليون إصابة بحلول عام 2100. كما أن لهاتين المعاهدتين الفضل في تجنّب 63 مليون حالة تلف في عدسة العين، وفي إنقاذ 6% من النباتات على المستوى العالمي مع كل خسارة بنسبة 10% في الأوزون.
ومن خلال التنفيذ الناجح نسبياً لـ«بروتوكول مونتريال»، اتّخذت بلدان كثيرة خطوات ملموسة لحماية الحياة على الأرض، وتمكّنت من «إعادة ضبط» طبقة الأوزون وإعادتها إلى مستويات ما قبل عام 1980. ووفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (2019) ، يجب أن «تتعافى» طبقة الأوزون تماماً فوق معظم نصف الكرة الشمالي وخطوط العرض الوسطى بحلول سنة 2030.
غاز الأوزون
الأوزون غاز يتكوّن من ثلاث ذرّات أوكسيجين (O3). «يقيم» نحو 90% من الأوزون الطبيعي في طبقة الستراتوسفير (جزء من الغلاف الجوي) على بعد عشرة إلى خمسين كيلومتراً فوق الأرض، ويُطلق عليه عادة طبقة الأوزون. يساعد الأوزون الستراتوسفيري في حماية الكوكب من الأشعة فوق البنفسجية، رغم أنه لا يشكّل أكثر من ثلاثة فقط من كل عشرة ملايين جُزيء في الغلاف الجوي.
وقد أثبت العالمان ماريو مولينا وإف شيروود رولاند (الحائزان على جائزة نوبل)، في ورقة بحثية نشراها عام 1974، أن الكلوروفلوروكربونات يتسبب باستنفاد الأوزون، وأن مركبات الكربون الكلوروفلورية تطلق ذرّات الكلور في طبقة الستراتوسفير التي تعمل كمحفّز في تدمير جزيئات الأوزون. ويمكن لجزيء الكلور الواحد أن يدمر أكثر من 100 ألف من جزيئات الأوزون قبل إزالته من الستراتوسفير (بحسب وكالة حماية البيئة الأميركية). كما أن مركبات الكربون الكلوروفلورية يمكن أن تعيش لعقود في الغلاف الجوي.
الموادّ المستنفدة للأوزون
صدّق 198 بلداً على اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال. وقد حدّد البروتوكول المواد الكيميائية المضرّة بالأوزون وأين يتم استخدامها وعناصر التحكّم. وركّز على مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs) الموجودة في أنظمة تبريد وتكييف الهواء وفي علب الرشّ وأجهزة الاستنشاق وفي المذيبات وأنظمة إطفاء الحريق، إضافة إلى رابع كلوريد الكربون الموجود في المذيبات التي يستخدمها عمال النظافة والتنظيف وفي طفّايات الحرائق والبرادات، ومادة بروميد الميثيل الموجودة في المبيدات.