اللافت أن البند الأول من القرار يحصر التحقيقات المتعلقة بالشركات في أربعة مصارف، فيما يطلب في بنده الثاني التحقيق في حسابات الأفراد في جميع المصارف، مع العلم بأن حسابات الشركات هي التي كانت تُجرى عبرها العمليات اللازمة لشراء الفيول وبيعه.
يُذكر أن هيئة التحقيق الخاصة تتألف من حاكم مصرف لبنان رئيساً، وتضمّ في عضويتها المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم (بصفته القاضي المُعيّن في الهيئة المصرفية العليا)، ورئيس لجنة الرقابة على المصارف، إضافة إلى عضو معيّن من قبل مجلس الوزراء.
الحاكم يفوّض منصوري صلاحيات استثنائية
من جهة أخرى، وفي الجلسة نفسها، وافقت الهيئة على اقتراح حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، انتداب نائبه الأول، وسيم منصوري، لترؤس اجتماعات الهيئة في حال تعذّر حضور الرئيس الأصيل، طبقاً للمادة السادسة من قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. ورغم أن هذه المادة توحي بأن انتداب بديل للحاكم، مرتبط بتعذّر ترؤسه لأحد اجتماعات الهيئة، إلا أن سلامة ارتأى إصدار قرار من الهيئة لجعل نائبه الأول منصوري بديلاً دائماً منه. وهو إضافة إلى انتدابه لترؤس الهيئة بغياب سلامة، قرر الأخير انتداب منصوري للقيام بالمهام المنصوص عليها في المادة التاسعة من القانون نفسه (٢٠١٥/٤٤- قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب) التي تنص على أن «لرئيس الهيئة أو لمن ينتدبه أن يخابر مباشرةً السلطات اللبنانية أو الأجنبية كافة (القضائية - الإدارية - المالية والأمنية) بغية طلب معلومات أو الاطلاع على تفاصيل التحقيقات التي تكون قد أجرتها حول الأمور المرتبطة أو المتصلة بتحقيقات تجريها الهيئة. وعلى السلطات اللبنانية المعنية أن تستجيب لطلب المعلومات فوراً من دون الاعتداد تجاه الهيئة بأي موجب سرية». وبذلك يكون سلامة قد منح منصوري دوراً كبيراً شبيهاً بما كان قد منحه سابقاً، وإن بصورة غير رسمية، لنائبه السابق محمد بعاصيري الذي كانَ يُشارك في أعمال الهيئة بصفة استشارية، كضمانة مطلوبة من الولايات المتحدة. لكن دور منصوري ليس مرتبطاً بالضرورة بطلبات خارجية، بقدر ما هو تلبية لمطالب الجهات التي تتبادل الحماية مع سلامة. وتجدر الإشارة الى أن أعضاء الهيئة يتقاضون «تعويضات مالية» عن عملهم فيها، رغم أنهم يتقاضون رواتب من المال العام نتيجة وظائفهم الأساسية، وهو ما ينطبق أيضاً على منصوري المنتدب من قبَل سلامة للقيام بمهام محددة في هيئة التحقيق.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا