حظوظ لائحتَي «القواتش» و«المردة» متساوية لجهة ضمان ثلاثة مقاعد
واضحٌ أنّ تيار المستقبل يريد أن ينأى بنفسه عن «الصراع الرئاسي» في بشرّي ــ زغرتا ــ الكورة ــ البترون، رغم أنّها معركة أساسية في مسيرة «شريكه» الوزير جبران باسيل، الذي لا يريد أن يسمح «بتمدّد» نفوذ خصمَيه: سليمان فرنجية وسمير جعجع. لا يبدو أنّ التيار الأزرق «سينجرّ» إلى هذا المُخطّط، بل يتجه إلى توزيع أصوات الناخبين المحسوبين عليه في الكورة لمصلحة غصن، في البترون لمصلحة الوزير جبران باسيل، وفي زغرتا مع تيار المردة. لتكن النتيجة، استثناء القوات اللبنانية من أي دعم انتخابي. لكنّ «القوات» ليست «ضعيفة»، بل هي الفريق الأقوى في هذه الدائرة، لقدرتها وحيدةً على نيل ثلاثة حواصل (وفق تقديرات أحد الخبراء الانتخابيين). في حين أنّ معظم القوى الأخرى، بحاجةٍ إلى تحالفات ترفدها بالأصوات. التقاء الغريمين: القوات والكتائب اللبنانية والنائب السابق قيصر معوض واليسار الديمقراطي، «ساعد اللائحة على تمتين وضعها، من دون أن تضمن الحصول على أربعة مقاعد، فنحن لا يُمكن أن نحزر حجم الكَسر»، استناداً إلى أحد الخبراء الانتخابيين. ويشرح بأنّ «حظوظ اللائحتين، اللتين تُمثل فيهما القوات والمردة القوتين الأكبر، متساوية لجهة ضمان ثلاثة مقاعد». في حين أنّ لائحة التحالف بين التيار العوني ومعوض وتيار المستقبل (جزئياً)، «تضمن الحصول على مقعدين». تبقى المعركة تدور «حول مقعدين، لا يُمكن الجزم بمن سيفوز بهما، وفي أي أقضية».
من جهته، يرى مدير شركة الدولية للمعلومات جواد عدرة، أنّ «ادعاء شركات الاستطلاع، قدرتها على التنبؤ بالنتيجة قبل شهر من الانتخابات، وتحديداً في الشمال الثالثة، أمرٌ غير دقيق». هناك عدّة أسباب، منها أنّها المرة الأولى التي يُعتمد فيها النظام النسبي مع الصوت التفضيلي، «والسبب الثاني أنّنا لا نعرف كيف سيكون سلوك الناخب تجاه التحالفات المتناقضة. هل سيلتزم؟ أم يُقاطع؟ أم تكون له خيارات مُغايرة لتوجهاته السياسية؟». والسبب الثالث، بحسب جواد عدرة، «وجود الآلاف من الناخبين الجُدد الذين قد يكون لهم نفس خيارات أسلافهم، وقد يقترعون لمصلحة لوائح المجتمع المدني والمستقلين، الذين يعتبرهم الجميع ضعفاء». في دائرة الشمال الثالثة، «لا حماسة لدى الناخبين بعد، ولكن لا يزال هناك شهرٌ للانتخابات والكثير من الأمور قد تتغير».