على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

عاد موضوع اللاجئين السوريّين ليشغل الناس والساسة في لبنان. عندما تدفَّق اللاجئون السوريّون إلى لبنان، لم يكن هناك من اعتراض إلا من قبل «التيّار الوطني الحرّ» (ولأسباب الانعزاليّة الطائفيّة التاريخيّة التي تنظر إلى الوافدين واللاجئين بناءً على طوائفهم وأديانهم. سارع كميل شمعون، بموافقة زعماء الموارنة والكنيسة، إلى منح اللاجئين الفلسطينيّين المسيحيّين الجنسيّة اللبنانيّة. طبعاً، لم ينج مسيحيّو مخيم ضبيّة في الحرب من وحشيّة المليشيات الانعزاليّة). في الحرب السوريّة، كان رهان جماعة 14 آذار (والتغيير أي أتباع السعوديّة والإمارات) على سقوط النظام السوري. أسابيع معدودة ويخطب سمير جعجع وأشرف ريفي وعقاب صقر في ساحة المرجة في دمشق. لكنّ الحرب الوحشيّة طالت، وبعض اللاجئين في لبنان وقفوا بالصفّ واقترعوا لبشّار الأسد. هناك تغيّرت اللهجة وعلت أصوات المطالبة بعودتهم، أو ترحيلهم (الغريب أنّ القوى التي تطالب بترحيل اللاجئين السوريّين إلى سوريا تمتنع عن المطالبة بترحيل اللاجئين الفلسطينيّين إلى فلسطين. لعلّ المطالبة تلك تزعج خاطر حليفهم الإقليمي في تل أبيب). الموضوع بسيط جداً: لو أنّ الإعمار يبدأ في سوريا، يمكن الحديث عن العودة الكريمة لهم، وخصوصاً أنّ السوريّين لا يلتذّون بالعنصريّة اللبنانيّة ضدّهم، ومنع التجوّل العنصري المفروض عليهم في أنحاء مختلفة من لبنان. إعمار سوريا ممنوع بقرار من اللوبي الإسرائيلي في واشنطن. عقوبات «قيصر» تمنع إعمار سوريا وتعاقب مَن يسهم فيها. (التسميات السياسية السمجة التي تطلقها واشنطن لعقوبات تجوّع الناس في أنحاء مختلفة من العالم تهدف إلى تزوير إرادة الشعوب المُستهدفة عبر الزعم بأنّ أميركا تجوّع وتحاصر من... أجلكم). لكن: لماذا كل الأصوات التي تطالب بعودة اللاجئين تمتنع عن المطالبة بإزالة العقوبات بالكامل؟ لا، هؤلاء يعلمون أنّ أميركا تفرض العقوبات من أجل هدف سياسي واضح: تحقيق نوع من التنازل السوري لمصلحة إسرائيل. إدارة كلينتون كانت صريحة مع لبنان: إنّ خط طيران الشرق الأوسط إلى نيويورك ممنوع في انتظار السلام والتطبيع بين لبنان وإسرائيل. لا، الذين يريدون ترحيل السوريّين يوافقون على العقوبات الأميركيّة التي تمنع إعمار سوريا.

0 تعليق

التعليقات