لكنه اشتهر أكثر بسبب حادثة «تشيلسي أوتيل» في منهاتن حيث وجدت صديقته نانسي ميتة طعناً، واتهم بقتلها قبل أن يموت بعدها بفترة قصيرة في جرعة زائدة من المخدرات. قد يبدو هذا الخيار في السيناريو والإخراج مجحفاً بحق موسيقى البانك، إلا أنه في الوقت نفسه يشكّل نقطة قوة الفيلم. فشخصية سيد كما يصورها المخرج هي نقيض البطل النموذجي، فلا فخر أو عظمة يصبو إليها، ولا هدف يطمح إلى تحقيقه باستثناء الخسارة والتخلي والانغماس في التدمير الذاتي.
شخصية نانسي
أيضاً تشارك سيد
في خروجها عن النمطية
هو يتبع الحياة أينما تقوده، ما يجعله في الحقيقة أكثر واقعية، وربما بذلك قد يمثل روح البانك الحقة التي تنشد الهامشية وتعارض النظم المتعارف عليها. شخصية نانسي أيضاً تشارك سيد في خروجها عن النمطية، فهي بفظاظتها وطبعها المتفجر لا تطابق المواصفات الكلاسيكية للبطلة الأنثى، ما يجعل هذا الثنائي وعلاقة الحب التي تجمعهما خارجة تماماً عن المألوف. ما ينجح فيه المخرج هو تصوير ثنائية الشغف والإدمان اللذين يجتمعان في علاقة الحب بين نانسي وسيد ليشكلا واحداً. ينجح في تصوير هذا الرابط العاطفي شديد الخصوصية والحميمية والمدمر معاً الذي خلقته المخدرات بينهما.
وفي حين يبدو أداء كلوي ويب في دور نانسي مهيمناً بقوة حضورها، ينجح الممثل غاري أولدمان في دور سيد بتجسيد العالم الداخلي لهذه الشخصية من خلال المشاهد الصامتة. خصوصاً أن أغلب حوارات الفيلم مقتضبة، ما يخلق تفاعلاً استثنائياً بين الممثلين على الشاشة. وعبر التواتر بين الإيقاع السريع والبطيء والكاميرا الثابتة والمتحركة، يحاكي المخرج اضطراب سيد ونانسي ونبض الحياة الحيوي في بداية الفيلم، الذي يخفت شيئاً فشيئاً ليصل في النهاية إلى الجمود الكلي... الموت.
«سيد ونانسي»: 20:30 مساء اليوم ــــ «ذا غارتن» (بيال) ـ للاستعلام: 01/204080