موجة استياء عارمة ترافق محمود أحمدي نجاد إلى نيويورك بسبب مواقفه من المحرقة، فيما المرشد علي خامنئي يجدد التأكيد أن «النظام الصهيوني ورم مميت»
يزور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، اليوم، نيويورك للمشاركة في الدورة الـ64 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مثقلاً بانتقادات لاذعة بسبب مواقفه المتجددة المتشككة في المحرقة النازية. وأوضح المسؤول الإعلامي في المكتب الرئاسي، محمد جعفر محمد زادي، أن «الرسالة الأساسية لهذه الزيارة ستكون السلام والأخوة للأمم كلها، ومحاربة الظلم، وعلاقات مع الشعوب كلها مبنية على العدل والاحترام المتبادل».
ودان زادي «اللوبي الصهيوني» الذي يفعل كل ما في وسعه «لمنع الرئيس من إيصال صوت الشعب الإيراني إلى الشعوب الأخرى». لكنه أضاف أن هذا «اللوبي» لن ينجح في تحقيق أهدافه.
من جهته، أعلن المساعد الخاص للرئيس الإيراني، مجتبى ثمرة هاشمي، أنه حسب البرنامج الموضوع، فإن نجاد «سيلقي كلمة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.. عصر (غد) الأربعاء».
أمّا نجاد، الذي ألغى أحد فنادق نيويورك حفل عشاء كان مقرراً أن يقيمه على شرفه، فقد أكد أنه «فخور» بمواقفه التي أثارت غضب العالم. وقال، خلال تدشين حوالى 1600 مشروع في البلاد، «نرى أن غضب القتلة المحترفين في العالم تجاهنا مفخره لنا، ونؤكد أننا لسنا مستائين من ذلك».
كلام نجاد جاء رداً على إدانة الاتحاد الأوروبي لتصريحاته في يوم القدس العالمي، الجمعة الماضي، حين وصف المحرقة النازية بالخرافة. وقالت الرئاسة السويدية للاتحاد عن تصريحات نجاد إنها «تشجّع على معاداة السامية والكراهية».
بدوره، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند هذه التصريحات بـ«المقيتة». وقال يتعيّن على إيران اتخاذ «خطوات ملموسة» في المحادثات المقبلة، لإظهار أن أهداف برنامجها النووية سلمية بحت.
وذكر ميليباند أنه سيرأس اجتماعاً في نيويورك، الأربعاء، لوزراء خارجية الدول الست المعنية بمتابعة الملف النووي الإيراني (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)، قبل محادثات تشرين الأول.
بدورها، ندّدت وزارة الخارجية الروسية بكلام «غير مقبول إطلاقاً» قاله نجاد الجمعة.

خامنئي: النظام الصهيوني ورم مميت ولدينا مشروع لحل القضية الفلسطينية

وفي السياق، وصفت المتحدثة المساعدة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستينا فاجي، تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي، في شأن «السرطان الصهيوني الذي ينخر» جسد الأمة الإسلامية، بأنها «تسبّب صدمة كبيرة». وقالت إن تصريحات خامنئي أثناء خطبة عيد الفطر في طهران «تأتي، للأسف، لتضاف إلى سلسلة طويلة من تصريحات الكراهية. تلك التي أدلى بها نجاد التي يقول إنه فخور بها» و«تعكس عدم تسامح القادة الحاليين في إيران».
وقال خامنئي إن «وسائل الإعلام الغربية سمّمت الأجواء في طهران، وبخاصة في الشهور القليلة الماضية»، واصفاً «النظام الصهيوني» بأنه «ورم مميت» في منطقة الشرق الأوسط.
من جهة ثانية، قال خامنئي «نرفض من الأساس السلاح النووي ونحظر تصنيع هذا النوع من الأسلحة واستخدامه». وأكد أن طهران «لديها مشروع منطقي وإنساني لحل القضية الفلسطينية».
وقد أفادت نتائج استطلاع للرأي صدرت السبت في واشنطن بأن 63 في المئة من الإيرانيين أبدوا تأييدهم لإعادة العلاقات المقطوعة مع واشنطن منذ الثورة الإسلامية في 1979، لكنهم يعربون عن حذرهم من الرئيس باراك أوباما على «رغم يده الممدوة إلى المسلمين».
وأوضح الاستطلاع، الذي أجراه معهد «وورلد بابليك أوبينيون» على عيّنة من 1003 أشخاص عبر الهاتف، أن 83 في المئة من الإيرانيين يرون أن نجاد هو الرئيس الشرعي للبلاد.
إلى ذلك، أفاد قائد القوى الأمنية في محافظة طهران، عزيز الله رجب زاده، بأن نحو 35 شخصاً اعتُقلوا الجمعة في العاصمة الإيرانية، خلال تظاهرة المعارضة على هامش «يوم القدس».
(أ ف ب، مهر، يو بي آي، رويترز، أ ب)