ندّدت طهران أمس، بالتصريحات «الطائشة» لقائد القيادة الأميركية الوسطى، ديفيد بترايوس، الذي تحدث فيها عن احتمال تعرض منشآت نووية إيرانية للقصف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، إن «هذه التصريحات طائشة، ومن الأجدى أن تندرج أيّ تصريحات بهذا الشأن في إطار بناء».
وكان الجنرال بترايوس قد أعلن في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» أول من أمس، أنه «سيكون من غير المسؤول تماماً ألّا تفكر القيادة الأميركية الوسطى، المسؤولة عن المنطقة، في سيناريوهات عديدة، وأن تضع خططاً للرد على مجموعة متنوعة من الأوضاع»، مشيراً الى إمكان تعرض المنشآت النووية الإيرانية للقصف.
في هذه الأثناء، أفاد مركز إعلامي حكومي عراقي أن بغداد أرسلت استفساراً إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن معلومات حول إنشاء مفاعل نووي إيراني قرب الحدود الجنوبية للعراق.
ونقل المركز عن مصدر في وزارة العلوم والتكنولوجيا قوله إن «العراق سيتخذ المواقف والإجراءات الدبلوماسية اللازمة، بالتنسيق مع وكالة الطاقة، لدرء المخاطر والمضاعفات الناجمة عن إنشاء منشآت ذات طابع نووي قرب حدوده».
وفي الشأن الداخلي الإيراني، قال أمين حزب «اعتماد مللي» الإصلاحي، مهدي كروبي، إن التهديدات لن توقف مسيرته المؤيدة للإصلاح، وذلك بعد ثلاثة أيام من تعرض سيارة كان يستقلها رئيس البرلمان الأسبق، لطلقات نارية.
ونشر موقع «سهام نيوز» الإلكتروني التابع لحزب «اعتماد مللي»، كلمة لكروبي قال فيها «يشهد الله كيف حوّلوا (القادة الإيرانيون) خلافاً سياسياً إلى حرب دينية ليتمكّنوا باسم الدين من قمع الناس، الذين يطالبون بحقوق سياسية». وأضاف «لم نكن نعرف أن المطالبة بأصواتنا، والاحتجاج على السرقة السياسية تعادل أن نصبح أعداء الله، وفاسدين في الأرض في أعين هؤلاء».
من ناحيته، دعا المدعي العام الإيراني، غلام حسين محسني اجائي، في بيان وجهه إلى مدعي طهران، عباس جعفري دولت أبادي، إلى اتخاذ إجراءات ضد «العناصر الذين يقفون وراء الفتنة الأخيرة».
وقال اجائي «من المتوقع أن تلبّى المطالب بمحاكمة الذين يقودون الفتنة التي أعقبت الانتخابات»، في إشارة إلى عريضة وقّعها رجال دين في طهران من دون أن يذكر أسماءهم.
في السياق، أعلن محامي الطالبة والمحاضرة الفرنسية في جامعة أصفهان (وسط إيران)، كلوتيلد ريس، أن الجلسة المقبلة لمحاكمة موكلته، التي تقيم جبرياً في مقر سفارة بلادها في طهران، ستُجرى في 16 كانون الثاني.
كروبي: تمكّنوا من تحويل خلاف سياسي إلى حرب دينية
في هذا الوقت، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الباكستاني آصف علي زرداري، إن القوى الأجنبية تحاول زرع الفتنة في المنطقة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن الرئيس الإيراني قوله خلال الاتصال «إنني على ثقة بأنّ الشعب والحكومة في باكستان لن يسمحا للقوى التسلطية بتحقيق أهدافها، وسيعمّ الأمن والإخاء باكستان».
إلى ذلك، قالت مصادر تجارية في دبي، إن شركة «غلينكور»، في سويسرا، أوقفت توريد البنزين إلى إيران لتفادي تداعيات عقوبات أميركية على الشركات التي تزود طهران بالوقود، منهيةً بذلك نشاطاً تجارياً استمر 30 عاما، بدأ مع تأسيس الشركة.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)