ميدانياً، استخدم حزب الله أمس، للمرة الأولى، صواريخ ثقيلة في استهداف المستعمرات الإسرائيلية عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة. ورداً على اعتداءات العدو على مجزرة الناقورة والاعتداء على بلدة طيرحرفا والطواقم الطبية فيها، أعلن الحزب قصف مستعمرتَي «غورن» و»شلومي» بصواريخ «بركان» عقب قصف المستعمرتين نفسيهما بالأسلحة الصاروخية والمدفعية. كذلك استهدف الحزب مقر قيادة كتيبة «ليمان» المستحدث بالقذائف المدفعية، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية. وكشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن الرشقة الصاروخية التي أطلقها حزب الله الأربعاء على كريات شمونة تضمّنت صواريخ ثقيلة أيضاً.
وكتبت الصحيفة نفسها أنه بعد نصف عام على الحرب، «لا تزال المنطقة الأمنية التي تم إخلاء سكانها في الجليل كما هي، ما يعني أن أحداً في إسرائيل ليس لديه حل جذري لهذه المشكلة». ولفتت إلى أن «الأضرار التي لحقت بالمستوطنين في الشمال هائلة، ولم يتم الكشف عن حجمها بعد»، مصنّفة هذه الأضرار بـ«أربع طبقات، الأولى، الأذى الجسدي للناس. الثانية، الأضرار المادية التي لحقت بالمنازل والمباني والمصانع. الثالثة، الأضرار المباشرة وغير المباشرة للزراعة. والرابعة، الضرر الذي لحق بالناس الذين تم إجلاؤهم من منازلهم وتضرروا بكل الطرق الممكنة، في العمل والدراسة والصحة النفسية وتفكك المجتمعات الحضرية والريفية».
استخدمت المقاومة للمرة الأولى صواريخ ثقيلة في قصف المستعمرات الحدودية
ونقلت عن العقيد في الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي كوبي ماروم «باعتباري أحد سكان الشمال، أشعر بأن الحكومة الإسرائيلية فقدت الشمال حرفياً، لقد كنا في حرب استنزاف لمدة ستة أشهر، ولن تؤدي إلى أي نتيجة»، معتبراً «أننا في خطأ استراتيجي واضح، الجيش الإسرائيلي لم ينجح في صدّ حزب الله وخلق شروط عودة السكان».
وفي تحرك يأتي في إطار رفد مستوطني الشمال بجرعات معنوية، أجرى جيش الاحتلال أمس، مناورة مفاجئة للحرب الشاملة في الشمال، تحت إشراف رئيس الأركان. وشمل التمرين قيادة المنطقة الشمالية بأكملها وجميع الفروع العسكرية ذات الصلة، وهي سلاح الجو، شعبة الاستخبارات واللوجستيات. وحاكى التمرين المفاجئ جميع السيناريوهات والخطط العملياتية لحرب شاملة في لبنان، بما في ذلك السيناريو الذي يبدأ فيه حزب الله هجوماً، والسيناريو الذي تبدأ فيه إسرائيل الهجوم، بحسب إعلام العدو.