على الرغم من واقع المراوحة الميدانية على مسرح الحرب الأوكراني، لا تبدو حلقات المواجهة متعدّدة الأبعاد التي يديرها الغرب بالوكالة هناك، على هذا القدر من الرتابة. إذ جاءت تصريحات وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، حول خطط لإرسال قوات من بلاده في مهام تدريبية لحساب قوات حكومة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لتمثّل أحدث مؤشّر إلى قرب الانزلاق إلى حرب مباشرة بين الطرفَين الروسي والغربي. وما عزّز أهمية ذلك المؤشّر أيضاً، أن شابس، الذي كشف عن محادثات أجراها مع قادة الجيش لنقل برنامج تدريب يديره «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) داخل قواعد عسكرية في المملكة المتحدة ودول أخرى من أعضاء الحلف، إلى داخل الأراضي الأوكرانية، لم يقف عند هذا الحدّ، بل تعدّاه إلى الإفصاح عن وجود توجّه لدى لندن لتأسيس مصانع أسلحة في أوكرانيا، فضلاً عن التلويح باستعداد بريطاني للمشاركة في حماية السفن الأوكرانية ضمن مياه البحر الأسود، بعد تهديدات روسية باعتبارها أهدافاً مشروعة.