هي المرّة الأولى في تاريخ الجمهورية التركية التي لا يفوز فيها أحد المرشّحين للرئاسة من الدورة الأولى، ممّا يجعل هذه الانتخابات الأكثر حدّة وربّما الأهمّ منذ إنشاء الدولة الحديثة على أنقاض السلطنة العثمانية. ومع رسوّ السباق على متناقضَين، هما: رجب طيب إردوغان، وكمال كيليتشدار أوغلو، يشتدّ صراع الهويّة، مع انشطار الأتراك، نصفهم نحو العلمانية، والنصف الآخر نحو «الإردوغانية» وما يمثّله الزعيم «الإسلامي» من «خطر» على التركة «الأتاتوركية». لكن، وعلى أيّ حال، فإن جولة الإعادة ستحسم هذه «المعضلة»، ومعها مستقبل هذا البلد ووجهته داخلياً وعلى المستوى الخارجي، فيما سارعت روسيا، الداعمة لإردوغان، إلى التأكيد أن العلاقات بينها وبين تركيا ستستمرّ في «التعمّق»، بغضّ النظر عن اسم الفائز. ولعلّ عاملاً آخر سيحسم النتيجة، وهو المرشّح القومي، سنان أوغان، الحاصل على 5.3% من الأصوات، ممّا يجعله «صانع ملوك» محتملاً، حين يقرّر دعم هذا المرشّح أو ذاك. أمّا برلمانيّاً، فاحتفظ «تحالف الجمهور» المتشكّل من حزبَي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية» بالغالبية المطلَقة في البرلمان، وإنْ ظلّت دون عتبة الـ360 نائباً الضرورية لتحويل أيّ تشريع إلى استفتاء، فيما حصل «تحالف الأمّة» على 212 نائباً من مجموع 600