لم تفعل قمّة شرم الشيخ أكثر من اجترار المقرّرات المعلوكة نفسها التي خرجت بها قمّة العقبة، وسط اقتناع ضمني لدى المشاركين فيها بأن تلك المقرّرات ستبقى «حبراً على ورق»، فيما تسعى راعِية القمّتَين وما سيليهما، أي الولايات المتحدة، إلى ترجمتها وإنفاذها على الأرض قبل حلول شهر رمضان. لكن هذه المساعي تبقى شديد القصور، ومفارِقة للواقع الذي يزداد يوماً بعد يوم غلياناً وتعقيداً؛ إذ إن طبيعة السلطة الحاكمة في إسرائيل تشي بأن فكرة «حسم الصراع» مع الفلسطينيين باتت هي الحاكمة في الدولة العبرية، فيما السلطة الفلسطينية تَظهر عاجزة عن القيام بالمهام الأمنية المطلوبة منها، على رغم إبدائها كلّ استعداد لذلك. أمّا المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلّة، فإن جميع المعطيات تشي بأنها باتت أكبر من أيّ مشروع لوقفها واجتثاثها، وأن حافزيتها لتنفيذ مزيد من العمليات ضدّ جنود الاحتلال ومُستوطِنيه لم يَعُد من الممكن إخمادها أو حتى إضعافها