لا يكاد العدو يغسل يديه من مجزرة في الضفة الغربية المحتلّة، حتى يستعجل ارتكاب مجزرة أخرى، أملاً في منْع المقاومين من التقاط أنفاسهم، وإبقاء الضغط مسلَّطاً عليهم، وصولاً إلى إجبارهم على الاستسلام، وحمْل حاضنتهم الشعبية على الانفضاض من حَولهم. لكن هذه الاستراتيجية لا يبدو إلى الآن أنها تعود على الاحتلال بما يتطلّع إليه؛ إذ يُظهر تمدُّد حالة الاشتباك في الضفة أن الجيل الجديد من المقاومين يملك من العزيمة ما لا يمكن قهْره بسهولة، فيما الالتفاف الشعبي حول خيار المقاومة لا يفتأ يتعزّز على رغم ضخامة الأثمان المدفوعة، ليكمّل المشهدَ قطاع غزة بوقوفه مترقّباً ومستعدّاً للدخول على الخطّ عندما يتطلّب الأمر. أمّا السلطة الفلسطينية، فالظاهر أنها اتّخذت قرارها بتعزيز رصيدها في مجال مقارعة المقاومين قُبيل «قمّة شرم الشيخ»، مُوجِّهةً أجهزتها الأمنية بالبدء بحملة اعتقالات وقمع، بدعوى وجود مخطّط انقلابي «حمساوي» ضدّ السلطة