هم ليسوا أشباحاً. وهم بالتأكيد، لم يأتوا من عالم موازٍ، ولا هبطوا على بلادنا من علٍ. وقبل كل ذلك، هم ليسوا «أجانب»، كما يريد البعض لنا اليوم أن نراهم. منهم من ترك دراسته الجامعية، ومنهم من ترك وظيفته الرسمية، ومنهم من كان في الحوزة الدينية، أو كان يعمل بالتجارة في بلاد بعيدة... كل منهم وصلته أخبار الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، بطريقة مختلفة. لم يتأخروا أبداً، تحرّكوا في اللحظة، كأنهم أُعدّوا لهذه المهمة التي ستطول، مُسبقاً. حضروا جميعاً، تعرّفوا إلى بعضهم في المساجد والأحياء الفقيرة، وفي الطريق إلى خطوط المواجهة.