يقول قواتيون إن «مسؤولي الحزب بدأوا تنشّق الأوكسيجين مجدداً، بعدما قرأوا فجر أمس موقف سعود الفيصل الرافض ترشيح عون». لكن الهدوء النسبي الذي ساد في انتظار عودة جعجع من زيارته لم يقفل باب التساؤلات لدى مسؤولي 14 آذار عن اللغط الذي حصل في شأن موقف الحريري من ترشيح الجنرال لرئاسة الجمهورية. على ذمة القواتيين الذين يفترض أنهم على اطلاع دائم ودقيق على كلام الغرف المغلقة، «ما كان القائد في وارد المخاطرة بأمنه والذهاب إلى العاصمة الفرنسية لولا أنه لمس قراراً جدياً عند الحريري في دعم عون».
لكن مسؤولين في فريق 14 آذار يرون أن «كل ما تلا هذا الاجتماع يشي بأن الأمور لم تكن على ما يرام». برأيهم «لم يكُن جعجع مضطراً إلى عقد مؤتمر صحافي يفضح فيه ما يُفترض أن يبقى طيّ الكتمان بينه وبين حليفه، وكان في إمكانه الانتظار إلى حين عودته والإفصاح عمّا يجب الإفصاح عنه وبالحدود التي يسمح بها». وفي تحليل سريع، قرأ مقربون من الحكيم ردّه العاجل على أنه «ترجمة عفوية لصدمته من مواقف رئيس تيار المستقبل التي سرّعت في عملية التبرير أو التوضيح».
ربما كانت الصورة الثلاثية التي جمعت جعجع والحريري والرئيس فؤاد السنيورة، قد ساعدت هي أيضاً في تخفيف وقع «صدمة» القواتيين، الذين فضلوا النظر إليها على أنها إشارة «تجديد حلف فريق الرابع عشر من آذار». لكن الصورة على أهميتها «لا تستطيع أن تريح قلوبهم، وهم مقتنعون بأن المبادرة لا تزال في يد عون وستبقى إلى ما بعد 25 آيار». وحدها بعض المعلومات التي تصل إلى معراب من أصدقاء أوفياء في تيار المستقبل عن «رضى لم ينله عون من الرياض بعد، وعن معزّة خاصة يكنّها السعوديون للقوات، تعطي جعجع حتى اللحظة حق الفيتو على أي مرشح رئاسي لا يناسبه، وهو ما يساعده على التصرف بقوة والتظاهر بأن العلاقة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر لا تزعجه ما دامت في إطار عدم وجود رغبة لدى الحريري في مواجهة عون وحزب الله».
تأكد القواتيون ان رفض الحريري تبني عون ليس نابعاً من ولائه لحلفائه
أمس تأكد القواتيون أن «رفض الحريري تبني عون حتى الساعة ليس نابعاً من ولائه لحلفائه، وتحديداً القوات اللبنانية، بل بسبب عدم موافقة المملكة على اسم الجنرال بعد». أو الأصح «وضعت القوات كلام الفيصل في هذا الاتجاه، واعتبرت أن بعض السعوديين أوفى من الحريري» كما يقول مقربون من جعجع.