تتفاوض قوات صنعاء مع مَن تبقّى من قبائل عبيدة ومراد وجهم
ووسط مساعٍ دولية يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الذي حاول مقايضة صنعاء على وقف التقدُّم في مأرب مقابل الإفراج عن 14 سفينة وقود يحتجزها «التحالف» منذ أشهر، كشف مصدر قبلي في صرواح عن قيام قوات هادي بنقل العشرات من الأُسر النازحة من مخيّمات منطقة الزور إلى منطقة قريبة من الطلعة الحمراء، منبّهاً إلى أن ذلك يُعرّض حياة الأسر النازحة لخطر الموت، لأن إعادة توطينها في مناطق قريبة من المواجهات، وبالقرب من خطّ التماس، يدلّ على وجود نوايا لاستخدامها كدروع بشرية. وكانت «منظّمة الهجرة الدولية» أكدت تعرُّض مواقع نزوح في غرب مأرب لقصف مدفعي من قِبَل قوات هادي الأسبوع الماضي، فضلاً عن شنّ الطيران السعودي هجمات جوية بالقرب من مخيّمات النازحين في مأرب. وتفيد الوحدة التنفيذية لإدارة مخيّمات النازحين في اليمن بأنها سَجّلت نزوح أكثر من 1500 أسرة (12 ألف شخص) خلال الأسبوعين الأخيرين، جرّاء تصاعد القتال في مأرب. وأوضحت الوحدة، في تقرير لها، أن 90% من تلك الأُسر نزحت من مديرية صرواح، و4.6% من مديرية بني ضبيان، و5% من مديرية رغوان.
في هذا الوقت، وكردّ فعل على لقاء قبلي عقده حزب «الإصلاح» في مأرب وشارك فيه مشائخ موالون للحزب ينحدرون من محافظات أخرى، عقد عدد من كبار مشائخ مأرب، الذين أعلنوا انضمامهم أخيراً إلى صنعاء، لقاءً مضادّاً في العاصمة، شدّدوا فيه على أهمية تحرير المدينة من الميليشيات التي تمّ استجلابها من خارج المحافظة للدفاع عن مصالح قوى محلية وخارجية. وأكد أحد كبار مشائخ قبيلة جهم المأربية، الشيخ ناجي المصري، في اللقاء، أن «الشعب اليمني مع قيادته عازم على تحرير مأرب مهما كان عويل وصراخ التحالف السعودي - الإماراتي»، مضيفاً أن «عملية تحرير مأرب سوف تتمّ مِن قِبَل أبنائها»، داعياً إلى الكفّ عن القتال «مَن تَبقّى من أبناء المحافظة في صفوف ميليشيات الإصلاح التي تنهب ثروات ومقدّرات مأرب وتسوق أبناءها إلى الموت». وأشار إلى أن هناك من يسوّق للرأي العام الدولي أن القادمين لتحرير مأرب «غزاة»، وقال: «لم نسمع منذ أن خُلقنا في دساتير وأعراف العالم أن أحداً يمنع إنساناً من تحرير بلاده، وما يحدث من تضليل لن يثنينا عن تحرير محافظتنا من دنس الاحتلال»، مؤكداً أن «مأرب ليست ولاية أميركية ولا مقاطعة بريطانية، وعملية التحرير ماضية دون تراجع».
وذكّر الشيخ سعيد سلامة، من مشائخ قبيلة الجدعان، بدوره، بأن «مأرب محتلّة منذ ستّ سنوات... وتعرّض أبناؤها لأبشع الجرائم»، لافتاً إلى أن «معركة تحرير المحافظة نتصدّر صفوفها نحن أبناء مأرب... ولا يمكن أن يوقفنا أحد». وهو ما أكده، أيضاً، الشيخ ناصر الأقرع، أحد أبرز مشائخ «الجدعان»، الذي طمأن إلى أن «العملية تهدف إلى طرد المحتلّ ولا تستهدف أبناء محافظة مأرب بأيّ حال من الأحوال»، مُتوجّهاً إلى مَن تبقّى من أبناء المحافظة في صفوف «التحالف» بالقول: «عيب علينا أن تبقى مأرب منطلقاً لتنفيذ مخطّطات الأميركيين والبريطانيين».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا