مع مرور قرابة عام على استعادة سيطرة الدولة السورية على مناطق الجنوب، لا تزال أوضاع هذه المنطقة الحسّاسة، والتي انطلقت منها أولى الحوادث التي أرّخت بداية الحرب في سوريا، مبهمة وغير واضحة المعالم، في ظلّ توازنات واتفاقات ومعادلات، منها ما أُعلن وبات معروفاً، ومنها ما بقي خفيّاً حتى اليوم. ولا تختلف المنطقة الجنوبية عن بقية المناطق التي خضعت لتسويات بعد انسداد أفق المواجهة أمام المجموعات المسلحة، لكن كلمة السرّ التي حكمت (ولا تزال) مسار الأمور هناك، هي باختصار «أمن إسرائيل»، مع ما يترتب على ذلك من موجبات تنخرط فيها دول وقوى مختلفة، في إطار المواجهة، أو المهادنة والمساومة