القرار اتُّخذ أمس بعد اتصال بين الحريري وبدر عبر عقاب صقر
لم يكن أحدٌ من الحاضرين في حفل الختام، من خارج الدائرة الضيقة لبدر يتوقع أن يضع الأخير استقالة لجنته الإدارية بتصرّف الحريري. فالفريق يخوض اليوم مباراته الأولى هذا الموسم حين يواجه العهد في المجموعة الأولى لمسابقة كأس النخبة على ملعب بحمدون. والصورة في الأنصار تبدو مستقرة مع تعاقدات، آخرها مع الفلسطيني محمد قاسم، إضافة إلى حسم موضوع الثلاثي الأجنبي. فجأة، يصعد رئيس النادي إلى منصة الاحتفال ويعلن وضع الاستقالة بتصرف الرئيس الحريري. إلا أن بعض الأمور أوحت بوجود شيء ما قد يحصل، لكن ليس لدرجة استقالة اللجنة الإدارية. الأمر الأول اللافت هو الدعوة التي وُزعت لحفل ختام الأكاديمية. الحفل برعاية الرئيس سعد الحريري. أمرٌ قد يكون طبيعياً لولا الظروف التي يمرّ بها النادي والانقسام الحاصل بين «الحرس القديم» بقيادة الرئيس الفخري للنادي سليم دياب واللجنة الإدارية الحالية برئاسة بدر. هذه «الرعاية»، منذ بداية إعلانها، أحدثت بلبلة في بيت الوسط، وقد تكون قد أدت إلى تدخّل الحريري شخصياً والطلب من بدر الاستقالة. أمرٌ آخر كان من خلال الخطابات التي شهدها الحفل والتي شددت على وجود الأنصار في كنف سعد الحريري ومن قبله والده. تأكيدٌ لـ «حريرية» النادي ظهر في أكثر من محطة. من اللافتة الكبيرة بطول 25 متراً للعلم اللبناني تتوسطه الأرزة وصورة الحريري وسط شعاري النادي، إلى التقارير التي عرضت على الشاشة الكبيرة، وانتهاءً بالكلمات من ممثل الجمهور عصام عياد، وحتى الرئيس بدر شخصياً. الجميع كان يشدد على «حريرية الأنصار»، والدعوة للسلام وحفظ الأنصار كما قال عياد، قبل أن يفجّر بدر قنبلته ويعلن وضع الاستقالة بتصرّف الحريري.
نقطة أخرى، وهي عدم ترشّح أي شخص للانتخابات، وخصوصاً من جانب فريق عمل دياب، ما أوحى بأن هناك شيئاً يُعَدّ قد لا يستدعي ترشح أشخاص لخوض معركة ضد بدر. ماذا حصل؟ سؤال وجهته «الأخبار» إلى بدر بعد الاحتفال. «تحمّل الأعضاء الباقون في الإدارة الكثير من الضغوط، ولا أريد أن أحمّلهم أكثر. بالنسبة إليّ لا شيء يخيفني أو يجعلني أتراجع إلا إذا كنت مخطئاً. لا أريد إحراج زملائي، لننتظر ماذا سيحصل. فنحن لم نستقل، بل وضعنا استقالتنا بالتصرف، وهذا ما سيحدد مصير الجمعية العمومية في 7 آب. فإذا قُبلت الاستقالة، فحينها لن يكون هناك جمعية عمومية نظراً للحاجة إلى الدعوة لواحدة أخرى لانتخاب لجنة إدارية جديدة. أما إذا رُفضت الاستقالة، فالجمعية العمومية قائمة». إجابة طويلة، لكنها تضمر الكثير، وتوضح حجم الضغط الذي تعرض له فريق «المرشح السابق» بوجه الحريري في الانتخابات الأخيرة.
في المعسكر الآخر، كان الترقب حاضراً لما سيقوم به بدر. اتصلنا بأحد الأطراف الرئيسيين (من داخل الاحتفال قبل بدايته). أخبرناه أن الرئيس الحريري ضدّهم، لكونه يرعى حفل ختام أكاديمية الأنصار الذي يرأسه بدر في ظل الانقسام الحاصل. كانت الإجابة مفاجئة: «انتظر وسترى». وبعد إلحاح جاءت الإجابة: «سيستقيل». أمرٌ كان من الصعب تصديقه، نظراً لعناد بدر في المرحلة الفائتة، وإصراره على إكمال الطريق. لكن «أرض المعركة» قد تفرض إعادة نظر، خصوصاً بعد إعادة الأعضاء الـ23 إلى الجمعية العمومية عبر وزارة الشباب والرياضة بعد أن شطبهم بدر سابقاً. علماً أن رئيس الأنصار عاد ورحّب بعودتهم، أضف إليهم العمل لإعادة عشرين عضواً آخرين جرى شطبهم عام 2015. المهم أن بدر قام بخطوته وجلس يراقب ما سيحصل. هل يبقى في منصبه وتُرفَض الاستقالة بمباركة من الحريري مع إعادة رأب الصدع مع الفريق الآخر، وتحديداً سليم دياب؟ أم تُقبَل الاستقالة ويُعمَل على تشكيل لجنة إدارية جديدة؟
الخيار الأول قد يحافظ على الاستقرار في الأنصار في مرحلة حساسة وقبل شهر ونصف من انطلاق الدوري. أما الخيار الثاني، فيفتح الباب على مرحلة جديدة قد تكون ناجحة، وقد لا تكون. فخيارات تيار المستقبل على صعيد الرياضة، وتحديداً في تشكيل لجان إدارية في ناديي النجمة والرياضي في الفترة الأخيرة لم تؤتِ ثمارها كاملاً على صعيد إيجاد أشخاص مموِّلين قادرين على تقديم ما يقدمه بدر في الأنصار. اللهم إلا إذا كان الحريري نفسه لديه خطة «واضحة» لاستعادة الفريق. وها هو يستعيده بالفِعل!
«ممنوع تفل»
صدم رئيس نادي الأنصار نبيل بدر الحاضرين في ملعب قصقص خلال حفل اختتام أكاديمية الأنصار الصيفية حين أعلن وضع استقالة اللجنة الإدارية بتصرّف رئيس الحكومة سعد الحريري. أمرٌ لم يتقبله الجمهور الحاضر حيث بدأوا بالهتاف «ممنوع تفل ممنوع تفل» و«تلاتة ما إلهم بديل ألله الأنصار ونبيل». رد الفعل تفاعل لاحقاً مع صعود أحد الأشخاص إلى المنصة الرئيسية وخلع قميصه مطالباً بدر بعدم الرحيل ليحصل هرج ومرج بعدها قبل أن يتم ضبط الأمور من قبل القوى الأمنية.