منذ الأيام الأولى للعمليات العسكرية في الجنوب، بدا واضحاً أن أيام «خفض التصعيد» أنهكت فصائل الجنوب وعمّقت خلافاتها، ومنعتها من حشد قوة عسكرية قادرة على وقف تقدم الجيش وحلفائه. وجاء الدفع الإقليمي والدولي ــ بعد تثبيت أمر واقع سوري بحتمية تحرير جنوب البلاد ــ نحو «التسوية» ليضع قيوداً إضافية على أي عمليات عسكرية مضادة كان يمكن أن تطلقها تلك الفصائل، ما اضطرها إلى خوض جولات تفاوض مع الجانب الروسي بمطالب «رمزية» غير قابلة للتحقق في ضوء توازن القوى الحالي. وجاء فشل الجولة الأخيرة ليكسر مسار التهدئة ويعيد الكرة إلى الميدان، ليتكرس تفوق الجيش وحلفائه هناك. اليوم، تنطلق جولة تفاوض جديدة، بدفع أردني، ولكنها عكس غيرها من الجولات السابقة، لن تتضمن هدنة موقتة، بل سيتابع الجيش عمله العسكري لحين حسم مصير «التسوية»