عناصر متشددة اعتقلت أحد سكان حي الطوارئ لـ«الاشتباه بمساعدته الجيش في اعتقال ياسين»
مقالات مرتبطة
-
بُعبع إمارة «الدولة الإسلامية» في عين الحلوة؟ رضوان مرتضى
تسارع الأحداث انعكس توتراً شديداً، دفع بعدد من سكان الطوارئ إلى النزوح باتجاه صيدا ومحيطها. قيادات إسلامية تنادت إلى حي الطوارئ للاجتماع بقيادات المجموعات المتشددة موفدة من رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، الذي نقل عنهم «عدم وجود نية ومصلحة لأحد باستفزاز الجيش أو التصادم معه». على نحو تدريجي، انسحب الهدوء الحذر على أرجاء المخيم وتراجع المسلحون إلى مقارّهم. لكن التداعيات الأمنية والسياسية لاعتقال ياسين ذي التحركات المحدودة بين منزله والمسجد، لن تهدأ قريباً.
من جهة أخرى، مصادر من داخل المخيم أشارت إلى أن "اغتيال الفتحاوي سيمون طه المعروف بتعاونه مع استخبارات الجيش وتوسطه في ملفات الكثير من المطلوبين الذين سلموا أنفسهم أخيراً، سرّع بتنفيذ مخطط الاعتقال الموضوع منذ مدة". تصفية طه الاثنين الماضي، أثارت الخشية من سلسلة تصفيات قد ينفذها المتشددون ضد من يشتبهون بعلاقتهم مع الدولة، رداً على تسوية ملفات المطلوبين، وليس بعيداً عنها التهديد الصريح بالذبح الذي تلقته عصبة الأنصار من "محبي الخلافة". القوة الأمنية المشتركة، على غرار عمليات الاغتيال السابقة، شكلت لجنة تحقيق لكشف الفاعل، برغم أنه كان مكشوف الوجه عندما نفذ جريمته في الشارع المزدحم. "الدولة قامت بنفسها بالرد على اغتيال طه من دون انتظار القوة الأمنية"، قالت المصادر.
وما ساعد أيضاً في إنجاز العملية بسرعة ومن دون ردات فعل قوية، بحسب المصادر، «الاشتباك الذي وقع بين عناصر تابعة للعميد محمود عيسى "اللينو" وعناصر تابعة للإسلامي بلال بدر على خلفية اغتيال طه، والذي انتهى بانكفاء سريع لعناصر بدر».
عملية أمس، استحضرت عهد "الكفاح المسلح" الذي كان ذراع الدولة في ضبط الأمن وتسليم كبار المطلوبين مثل محمد الدوخي وسمير معروف، وتصفية آخرين. ما بعد دخول الجيش إلى الطوارئ وخروجه منه بتلك الطريقة «يُحرج القوى والفصائل التي طالبها الجيش مراراً بتسليم مطلوبين أو ضبط تنامي الظواهر المتشددة من دون جدوى». العملية النوعية أمس، سبقها استحداث الدشم والنقاط التي يجريها الجيش في محيط المخيم منذ أشهر. وبحسب المعلومات، فإن الجيش استطاع في أوقات سابقة إدخال قوات خاصة إلى الطوارئ سراً لاستطلاع مقارّ ياسين وقادة المجموعات الأخرى. وباعتقال ياسين، لم ينفرط عقد داعش وإخوته في عين الحلوة. جمال رميض المعروف بالشيشاني وهلال هلال وسواهما لا يزالان في المخيم. إلا أن اعتقال "أميرهم" من شأنه أن يشتّت حركتهم.