طوني الخوري يصور بشكل طريف العلاقة الحميمة الافتراضية التي تجمع لبنان بالبرازيلالمخرج روبرتو برلينر المعروف بأفلامه الوثائقية، يقدم في هذا الشريط عملاً كلاسيكياً في جماليته التي تتماهى مع الحقبة التي يصورها. تتواتر الكاميرا بين الحميمية وبين المسافة التي تأخذها من الشخصيات في مقاطع أخرى ضمن أسلوب يتجنب الوقوع في الميلودراما في سرده السينمائي. أيضاً من الأفلام اللبنانية التي تعرض في المهرجان وتصور بشكل طريف العلاقة الحميمة الافتراضية التي تجمع لبنان بالبرازيل، الشريط القصير «لبنان يربح كأس العالم» (2015 ــ 3/9 ــ س: 20:00) للمخرج طوني الخوري وأنطوني لابيه. فاز الشريط بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في «مهرجان وارسو السينمائي» في بولندا، وأيضاً في «مهرجان سانتا باربرا السينمائي». في إطار من الطرافة وجمالية سينمائية خاصة، يعود الفيلم إلى الحرب الأهلية اللبنانية من خلال قصة رجلين شاركا فيها، كل من جبهته المتناحرة مع الأخرى. لكن كلاهما يحب الفوتبول ويشجع البرازيل. يروي أحدهما حين صودف توقيت كأس العالم مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام ١٩٨٢، ويحكي كيف كان مصراً حينها على إيجاد وسيلة لمشاهدة المباراة النهائية، فجلب جهاز التلفزيون، واستحدث هو ورفيقه وسيلة لوصله بالكهرباء وشاهدا الماتش مباشرة عند جبهة القتال. يلتقي الرجلان في النهاية حول شغفهما المشترك كرة القدم، حيث يجلسان يشاهدان المباراة سوية، ويستكشفان الماضي، كل من زاويته التي تؤول بهما إلى نتيجة واحدة. ينجح الفيلم في سرد رواية الحرب اللبنانية من زاوية أكثر حميمية وإنسانية، مما يساعد في تفكيكها وتبسيطها. من أجمل لقطات العمل المرسومة ببراعة مشهد المقاتل السابق وهو يستعد للغطس ويردد: «لما أسبح أنسى كل شيء» في حين نرى خيال البطل، وقرص الشمس المتوهج فوق رأسه، والكاميرا في الاسفل تتهادى كما الموج في الانتظار كأننا به يقفز داخلها. كذلك، سيعرض «أبيلو» (3/9 ــ س:20:00) للمخرج اللبناني بشارة مزنر. فيلم قصير يروي رحلة رجل يزور البرازيل للمرة الأولى ويستذكر حنينه إلى جدته البرازيلية التي عاشت في لبنان، والأغنية التي كانت تغنيها له وحفظها من دون أن يفهم كلماتها. في ريو، سيحتك بالحياة الواقعية، وبالعشوائيات وأحزمة البؤس والفافيلا حيث الفقر والسرقة والنشل، لكن أيضاً الوجه الحقيقي والانساني للمدينة. ضمن المهرجان أيضاً، ستقدَّم مجموعة أفلام مختارة من السينما البرازيلية كـ «يتامى الألدورادو» (1/9 ــ س:20:00) لغيلرم كوبلو عن قصّة للكاتب البرازيلي من أصل لبناني ميلتون حاطوم، إلى جانب «كازا غراندي» (2014 ـــ 2/9 ــ س:20:00 ) لفيليب غمارانو باربوزا الذي يستكشف الامتيازات التي تتمتع بها الطبقة البورجوازية في البرازيل، وفيلم «لا تناديني ابني» (3/9 ــ س: 22:00) لآنا مايليرت الذي حاز جائزة لجنة التحكيم ضمن جوائز «تيدي» في «مهرجان برلين السينمائي عام 2016
* «المهرجان الأول للسينما البرازيلية»: بدءاً من الليلة حتى 3 أيلول (سبتمبر) ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الاشرفية ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/204080