وفي ضوء حديثه مع مسؤولين لبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الياس سركيس والوزير بطرس، رفع باركر تقريراً الى الخارجية الأميركية https://wikileaks.org/plusd/cables/1978BEIRUT01402_d.html يشير فيه الى أنه «بالمجمل، قد يفضّل اللبنانيون أن تضرب إسرائيل المنطقة (الليطاني) مرّة بعد مرّة ردّاً على أي استفزازات جديدة على أن تدفع بالمسلّحين الفلسطينيين الى مناطق قريبة من بيروت».
بطرس لعب دوراً محورياً خلال الاجتياح ومن بعده خصوصاً في المحادثات بين الحكومة اللبنانية والسفارة الأميركية ومنها مع الإسرائيليين.
في إحدى البرقيات https://wikileaks.org/plusd/cables في أواخر شهر آذار، طلب الوزير من باركر أن يسأل الإسرائيليين: «ما رأيهم بالتعزيزات العربية التي تصل الى المقاتلين الفلسطينيين في لبنان؟ هل سيفعلون شيئاً حيال ذلك أم لا؟ الى متى يمكن أن يستمر تدفق السلاح والمقاتلين للفلسطينيين من دون أن يشكّل ذلك خطراً على أمنهم؟».
الحكومة لا تمانع
دخول إسرائيل للتخلّص
من الفلسطينيين
وفي نفس البرقية، التي كان فيها بطرس «بمزاج سوداوي حول الوضع العام وغاضب من أداء الحكومة اللبنانية»، قال الوزير لباركر: «أنا لست من أولئك المتطرفين الذين قد يتوقّعون من الأميركيين أن يرسلوا قوات المارينز، لكن الأجدر بنا أن نفكّر بحلّ لأن الأزمة تخطّتنا».
بطرس، كان على تنسيق مع سفير لبنان في الأمم المتحدة حينها غسان تويني الذي أدى دوراً بارزاً في التواصل بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة في نيويورك وبين أطراف الأزمة اللبنانية من المسيحيين خاصة، وبين الرئيس سركيس والسفارة الأميركية. تويني أسهم في وضع القرار 425 الأممي، وكان أحد عرّابي إرسال الجيش اللبناني الى الجنوب. باركر كان على اتصال دائم به، وقد وصفه في إحدى البرقيات https://wikileaks.org/plusd/cables/1978BEIRUT03857_d.html بأنه «المعلّم اللبناني المفضّل عنده، إذ كان مليئاً بالأفكار حول كيفية حلّ الأزمات القائمة وتكليلها بالنصر».
في إحدى برقيات تموز https://wikileaks.org/plusd/cables/1978BEIRUT04138_d.html قال تويني إن الرئيس سركيس عيّنه «منسّق نشر وحدات الجيش اللبناني في الجنوب»، وأنه «لن يغادر لبنان قبل وصول الوحدات الى هناك». تويني نقل إلى السفير الأميركي تخوّفه من أن لا تمدد قوات الـ «يونيفيل» فترة وجودها في الجنوب إن لم يرسَل الجيش الى هناك. كذلك أشار تويني لباركر إلى أن الحكومة اللبنانية «لا يمكنها أبداً أن تقبل رسمياً بإبقاء الجدار الطيّب مفتوحاً مع الإسرائيليين».