عكّا | ليلة الجمعة الماضي، انتظر عدد كبير من المشاهدين العرب عرض أوبريت «بكرا»، الذي سبقته حملة ترويجية ضخمة ومكثفة، وتكتّم المشاركون فيه عن ذكر أيّ تفصيل عن المشروع. علماً أنّ الأغنية التي يقف خلفها المنتج الأميركي الشهير كوينسي جونز، تُعدّ النسخة العربية من Tomorrow a better you, a better me. هنا، يغني عدد من الفنانين العرب للسلام ولمستقبل أفضل للعالم العربي. يبدو أنّ هدف الأغنية سامٍ، وكذلك النية التي تقف خلف تنفيذها.
ولا شكّ في أن كلماتها تدور حول حلم يراود قسماً كبيراً من المواطنين العرب، كما أنّ الفنانين المشاركين حاولوا تجسيد الوحدة العربية، إذ تنوّعت جنسياتهم بين مصر، وتونس، والمغرب، والجزائر، وليبيا، والعراق، والأردن، وسوريا، وفلسطين، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، وعمان، والبحرين، والسعودية، والكويت. هذا التنوع في البلدان، وفي الأساليب الموسيقية التي أتى منها هؤلاء الفنانون، أمور مهمة وضرورية تمنح العمل قيمة مضافة، لكن لماذا تغيّب اليمن عن مشهد الأغنية مثلاً؟
عند مشاهدة هذا العمل للمرة الأولى، ترتسم عشرات علامات الاستفهام. تساؤلات لا بد من أن تأخذ لها حيزاً في هذا الزمن، زمن الأسئلة والثورات، ورفض الظلم، والدكتاتوريات. أين غابت الكلمات الرافضة للواقع العربي المستمر؟ ولماذا اختيار الكلمات المحايدة وتلوين الكون بالأغنيات، علماً أنه ملوّن بالدم؟ متى سيأخذ النجم العربي موقفاً واضحاً مما يحدث حوله؟ حتى في انتقاء كلمات الأغنيات. لماذا يستمر في تقديم أغنيات «ورديّة» في ظلّ الدم الذي سال، وما زال في بعض البلدان العربية؟
هناك ملاحظات عدّة تُسجّل عند تنفيذ كلّ أوبريت موسيقي عربي، من «الحلم العربي» (1998)، ثمّ «الضمير العربي» (2008)، وأوبريت «القدس حترجع لنا» المصري، لكن بلا شك أنّ الاستماع إلى هذه الأغنيات يظلّ ربما أفضل من الاستماع إلى «بكرا» (2011)، إذ إنّ البكائيات على الحلم والضمير العربي تبدو أكثر صدقاً. والأهم أنّ كل هذه الأعمال كانت من إنتاج عربي، بلا CNN (الشريك الإعلامي العالمي للعمل) وكل الأسئلة التي ظلّت معلّقة حول مشروع
«بكرا».
نعم، يستحقّ الشعب العربي الغناء لغدٍ أجمل، لأن كلّ طفل وطفلة في الوطن العربي ومن المحيط إلى الخليج يستحق هذا. وكلّ فنان جدير بأن يشارك في أعمال موسيقية مهمة تحصد صدى كبيراً. والأعمال التي تضم الأصوات العربية مهمة في التأكيد على ارتباط المصير والهمّ العربي، لكن الأهمّ هو أن كلمة حق يجب أن تُقال من قبل نجوم الصف الأول في وجه الأنظمة الرجعية والدكتاتورية وسفك الدماء والثورة المضادة واعتقالات المدنيين وانتهاكات حقوق الإنسان، إذ إنّ ذلك مسؤولية الفنان القادر أيضاً على التأثير في الرأي العالم.
يذكر أنّ الفنانين المشاركين في الأوبريت هم ريم البنا، وتامر حسني، وأحمد حسين، وحياة الإدريسي، والشاب جيلاني، وأحمد الجميري، وديانا كرزون، ومروان خوري، وفهد الكبيسي، وعيسى الكبيسي، ولطيفة، وأسماء المنور، ومشاعل، وسعاد ماسي، وهاني متواسي، وصابر الرباعي، وفايز السعيد، وكاظم الساهر، ووعد، وشيرين عبد الوهاب، وصلاح الزدجالي، وحسناء زلاغ، وناصيف زيتون... كما شارك في الأغنية النجم العالمي آيكون.
1 تعليق
التعليقات
-
حرام عليكم مش كفاية دم وعنف !!الاغنية جميلة جداا كلها حب وخير وتفاؤل انا اصبحت اكره نفسي لاني لم احب اسمع اغنية تذكرني ببلدي لازم اشوف الدم الموجود في كليب الحلم العربي او القدس حترجع لنا خذنا ايه من ه1ه الاغاني الدموية سوى ان اصحبنا في نظر الناس ارهابيين وربينا اولادنا على العنف والدمار دون ان نفكر ولو للحظة واحدة في صناعة الغد فجلسنا طول الوقت نبكي على محمد الدرة واطفال فلسطين والعراق الذين ماتوا دون ان نفكر في انشاء مدرسة وروضة اطفال جديدة نعلم فيها الاحياء من اطفال العراق وفلسطين !! لا نعلمهم الموت والعنف بل نرسم على باب الروضة ازهار ملونة جميلة يفوح منها عطر المستقبل الجديد لعل الطفل الذي يدخل الروضة ويشم رائحة الورد يشعر بالتفاؤوول ولو للحظة ويبدأ في البناء بدل ان يجلس في البيت ويشاهد المآسي على التلفاز ويقضي عمره كله في البكاء والنواح على من مات حتى يجد نفسه شاب في مقتبل العمر تائه وحائر لم يستطع الموت شهيدا من اجل فلسطين ولم يستطع ان يكون انسان عامل له قيمة بين الاخرين لانه قضى عمره كله بالحزن عن من مات وانتهى عمره ... الى متى سنظل في هذه الدوامة ايها العرب ومتى سنستفيق من حلم العنف الذي نعيش فيه؟؟ متى سنبني بلدنا ان كنا لا نرضى حتى بأغنية تخلو من الدم ونطالب ان يكون الدم رمزا لكل يوم نعيشه !!! نريد ان يكون "بكرا" نهار جديد نملأه بالحب والسلام لا بالدم والقهر الذي ولدنا وعشنا فيه وسنموت فيه ..