كتب الدناصوري شعر العامية إلى جانب قصيدة النثر، قبل أن يختتم رصيده الإبداعي برواية «كلبي الهَرِم... كلبي الحبيب». إلا أن المنجز الأكبر لابن جيل التسعينات، يبقى في قصيدة النثر. ترك صاحب «مثل ذئب أعمى» بصمته على القصيدة، عندما جعلها تتخفف من رطانة وتفاصح، واجترحها من ذات شاعرة، ليصبح معيار النص تلك الدفقة الوجدانية التي تكهرب سطوره، من دون الالتفات إلى الزخرف اللغوي المعجمي. سمح له ذلك بأن يحجز موقعاً متقدماً في دفتر قصيدة النثر في مصر والعالم العربي، ليكون ابن جيل التسعينات، أحد أهم الأسماء في هذا الحقل. انحاز الدناصوري لقصيدة النثر، وقدّم فيها نتاجاً مذهلاً.
وفي فصل بعنوان «عن الشعر والنثر» ضمن روايته الوحيدة، طرح الدناصوري الزاوية التي ينظر إليها إلى قصيدة النثر: «كنت أسكن أرض الشعر وأعتبر نفسي مواطناً من الدرجة الأولى. ولأن أرض الشعر أرضٌ فوق واقعية، فهي ليست هي بالضبط في عين كل قاطنيها. فالبعض يراها واحة خصبة، وأرضاً مثمرة، وأشجاراً خضراء طوال العام. والبعض الآخر يراها جرداء وعرة. يظل يسير فيها فراسخ وأميال، عابراً السراب تلو السراب، حتى يظفر في النهاية بشجرة وحيدة، تتدلّى منها ثمرة وحيدة، يتفيّأ ظلها قليلاً، ثم يعاود السير، بعد أن يبتل ريقه بالعصير الحلو، وتهدأ معدته. كلا البعضين يشفق على الآخر. فالأول من فرط إشفاقه على الثاني، لا يراه. أما الثاني، فإنه يرى الأول جيّداً، ويعرف كم هو بائس، ويعرف أيضاً أن ما يكنزه من ثمار ما هو إلا زَنْزَلَخْت لا يصلح لشيء».
ستتولى «دار ميريت»
نشر الديوان الفائز كل سنة
يقول محمد هاشم مدير «دار ميريت» وصديق الشاعر الراحل وناشر أعماله: «علاقتي بالدناصوري أكبر من النشر، نحن صديقان، لكن هذا لا ينفي أني ناشره. نشرت له «عين سارحة وعين مندهشة»، و«كلبي الهرم كلبي الحبيب»، والأعمال الكاملة التي صدرت بعد رحيله، ونحن في «ميريت» نتشرف بنشر الديوان الفائز في المسابقة.
ويكفينا حضور اسم الدناصوري، الشاعر الكبير والإنسان الاستثنائي، ويسعدني التفاف هذا الحشد من الكتاب حول الجائزة». ويضيف: «فكرة تخصيص جائزة تعود للشاعر المصري المقيم في إسبانيا أحمد يماني. عرضها وجاهد ليحققها، بالتشاور مع مجموعة من الكتّاب أصدقاء الراحل منهم ياسر عبد اللطيف، علاء خالد، إيمان مرسال، محمد المزروعي، محمد أبو النجا، مجاهد الطيب، حمدي أبو جليل، وسيتولى إدارتها الدكتور عبد الحكم سليمان».