قائمة من الودعاء اللطفاء، بين يسار مستأنس ويمين مدجنمنذ الإعلان عن الوجوه صاحبة الحظ في لقاء الرئيس، وهناك حالة من الجدل، وأسئلة عن معايير الاختيار وجدوى اللقاء وسط مناخ عام شهد حبس روائي مثل أحمد ناجي، وباحث مثل إسلام البحيري، وهناك كثيرون مهددون بالحبس، بسبب أفكار كتبوها أو تحدثوا عنها.
«نظرة واحدة على قائمة المدعوين إلى اللقاء، تجعلك تفهم الرسالة جيداً» يقول الشاعر والروائي ياسر ثابت، مضيفاً أن هؤلاء مختارون بعناية بحيث لا تسمع لهم أو منهم صوتاً معارضاً أو رأياً رافضاً. قائمة من الودعاء اللطفاء، بين يسار مستأنس ويمين مدجن، يشترط في أغلبهم أن يكونوا في فلك الستين إن لم يكونوا في السبعين من العمر. لا تسل عن الشباب ولا تستفسر عن الأصوات الناقدة من قاعدة وطنية صلبة، «فالمشهد لا يسمح والظروف لا تحتمل». تقريباً هذا أيضاً رأي الكاتب والأديب حمدي عبد الرحيم الذي يقول بأنّ هذه الوجوه هي المضمونة، فهي تعرف ماذا تقول ومتى تقوله. ويتابع: «طبعاً لن يقولوا شيئاً لكنهم في الوقت نفسه لن يقولوا ما لا يجب قوله». يقول ثابت إن «المعضلة الحقيقية هي أن لقاء الرئيس بالمثقفين مبني على الحركة في اتجاه واحد، فالرئيس يتحدث والضيوف يستمعون، فكيف يكون هذا حواراً؟!».
وكان السيسي قد التقى المثقفين مرتين قبلاً. اللقاء الأول عندما كان ما زال مرشحاً للرئاسة، وكان لقاءً احتفالياً لا أكثر، جمعه بالفنانين. واللقاء الثاني كان بعدد من المثقفين الشباب، والعنوان كان أنّ الرئيس يريد التعرف إلى المشاكل التي تواجه الثقافة، وطلب من المثقفين وضع خطة لتطوير الثقافة والنهوض بها. وهذا كل ما حدث، لا شيء على أرض الواقع سوى التضييق على المثقفين والباحثين، بل حبسهم أيضاً.
الحساب الرسمي لرئيس الجمهورية على الفايسبوك، أورد أمس أنّ الرئيس أكد للمثقفين أنّ «في رقبتي 90 مليوناً، وأنا حريص على التوازن بين أمنهم واستقرار الدولة وبين تأمين الحقوق والحريات». حجة تُنتهك بها الحريات دائماً مهما اختلف الشخص الجالس على كرسي الرئاسة.