لن يمرّ «أراب آيدول» من دون أن يصدر رسائل سياسية فائقة الحساسية. قد لا يستحق برنامج المواهب الشابة تحميله كل ذلك العبء، على الأقل في شكله الظاهر الذي يبدو فيه مجرد برنامج لتسليط الضوء على المواهب الغنائية الشابة.
لكن عند التدقيق في سياسة شبكة mbc السعودية التي تنتج البرنامج وتعرضه، يصبح الأمر منطقياً إلى حد ما، وخصوصاً أنّه ليس هناك من وسيلة إعلامية، لا تملك سياسة تعبّر عنها، وقد تكون هذه البرامج الخفيفة نموذجاً مثالياً لإمرار رسائل سياسية خطيرة، مستفيدةً من جماهيريتها العريضة. الأمر هنا يتعلق بالمشتركة العراقية برواس حسين التي بدأ البرنامج بتعريفها على أنهّا من العراق.
لكن بمجرد أن ثبتت موهبتها وتوسعت شهرة البرنامج حتى تفرّغت للغناء الكردي وصار يعرف عنها أنّها من كردستان العراق، حتى إنّ الأمر أثير بين أعضاء لجنة التحكيم قبل أسابيع. يومها، أطلقت عضو لجنة التحكيم الفنانة الإماراتية أحلام صرختها الجميلة بعد انتهاء المشتركة من الغناء قائلةً: «أود أن أوجه تحية حبّ إلى العراق... العراق الموحد، فأنا أرفض تعريف برواس بأنها من كردستان العراق؛ لأنّ كردستان جزء لا يتجزأ من العراق، وأنا أريد أن يكتب اسم بلدك العراق لا كردستان».
هنا ردّت المشتركة من دون إخفاء غيظها بأنها من كردستان العراق، لتردّ أحلام مجدداً بأن الأقليم الكردي جزء لا يتجزأ من العراق.
في حلقات ثانية، أكّدت أحلام أنّ برواس قادمة من بابل ومن الحدائق المعلقة، ولم تأبه لتدخّل زميلها الفنان راغب علامة الذي قال لها إنّ المشتركة قادمة من كردستان.
ثم راح يتحف الجمهور بأنه سعيد بقدوم برواس من كردستان التي تعرّف إلى خريطتها الفنية إلى جانب الفن العربي. في كل الأحوال، شنّ رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة شرسة على أحلام؛ لأنّها تحاول أن تواجه فكرة تقسيم العراق التي حاول البرنامج تكريسها.
هكذا، كتب صاحب إذاعة «شام. إف. إم» السورية سامر يوسف عبر صفحته على فايسبوك: «شكراً أميركا، لدعمك مجموعة mbc بملايين الدولارت سنوياً، والشكر ممتد لبرنامج «أراب آيدول» الذي جعلنا نهضم فكرة تقسيم العراق مع زجاجة بيبسي وأغنية».
قوبل رأي الإعلامي السوري بتأييد كبير، وخصوصاً بعد حضور وفد من كردستان قاده نائب رئيس الوزراء في حكومة إقيلم كردستان عماد أحمد الحلقة الأخيرة، كأنّ المجموعة السعودية تريد أن تعبّر عن موافقتها الضمنية من خلال استقبال الوفد الكردستاني، أو ربما (على الأرجح) هي الغاية الربحية المرتبطة بحجم التصويت العالي الذي يصل أسبوعياً من الإقليم العراقي.
وحين حاولت «الأخبار» التواصل مع المسؤولين في mbc، قرّرت المحطة الأكثر مشاهدة في العالم العربي عدم الرد على استفساراتنا، مقللةً من أهمية الموضوع، ومتذرعةً بسفر الناطق الإعلامي باسم المجموعة إلى أميركا.
أخيراً، لم توضح mbc حقيقة الهدايا الثمينة التي قدمها الفنان الكردي غوران صالح زوج المشتركة برواس حسين للجنة التحكيم، وكانت عبارة عن خريطة مطلية بالذهب لإقليم كردستان!
«أراب آيدول» كل جمعة وسبت 21:00 على lbci وmbc
1 تعليق
التعليقات
-
برواس حسيناود ان أؤكد لك أنهم وزعوا خريطة كردستان الكبرى و ليست خارطة إقليم كردستان و لا اعرف لما هذا الاهتمام أساسا فهي ليست نجمة داود إلا إذا ان يود الشوفينيين العرب إيجاد منفذ آخر للتنفيس على احقادهم و أبعاد الشعوب العربية عن الالتفات على مصائبهم و الطائفية المقيتة التي يدفع الآلاف ثمنا بحياتهم. قد لا تكونين ملمة بالعراق أولا إقليم كردستان حقيقة واقعة لها حكومتها ثانيا التجأ كثير من العراقيين من باقي المناطق بحثا عن العمل و الأمان المعدوم و فشل الإسلام السياسي في إدارة الدولة بالإضافة إلى عرب من باقي الدول العربية. الصحافة العربية طبلت و زمرت لصدام حين كان قاتلا لشعبه بما فيه الكفاية أما الآن تبدئوا بإثارة النعرة الشوفينية . أهناك آلاف المشاكل الإنسانية و الاقتصادية والاجتماعية في هذه البلدان تستحق التركيز عليها و اتركوا الشعب الكردي لينسى معاناته المريرة على مر العقود .