المشكلة الوحيدة في «سبنسر» أنّ المخرج وكاتب السيناريو ستيڤن نايت كتبا الفيلم أكثر من اللازم
على الرغم من أن الشخصيات حقيقيّة والقصة حصلت نوعاً ما، إلا أنّ الواقع والخيال مربكان في «سبنسر». يتم تقصير المسافة بينهما أكثر عندما يلجأ بابلو لارين إلى الاستعارة والصور المبالغ فيها والفظة بشكل مرعب. يتجول الفيلم حرفياً مع وجه ديانا، ويخاطر في بعض الأوقات عندما يخلط ما يحدث في الخارج، مع ما تشعر هي به في دواخلها. يتحول الفيلم من صورة نفسية إلى قصة رعب تدمّر حياة ما من خلال التعليقات والحكايات والقيل والقال. يضبط لارين نغمة الفيلم منذ البداية، نرى جنوداً في قافلة عسكرية تسلّم المواد الغذائية لقصر ساندرينغهام، ويتولى طاقم المطبخ مسؤوليته بأمر عسكري (المأدبات الفخمة ووصفات الأطباق الشهية بالعلاقة مع بوليميا ديانا حاضرة بقوة في الفيلم). في موازاة ذلك، نرى ديانا تقود سيارتها البورش في الريف الإنكليزي مع خريطة في يدها. منذ المشهد الأول، نرى النظام العسكري والتقاليد الجامدة في مواجهة طبيعة الأميرة الحرّة. يبدأ كل شيء بالانهيار عندما تصل إلى القصر وتتحدّث مع أولادها والعائلة. تفقد السيطرة تماماً عندما يتضح أنّها تلقّت من الأمير تشارلز عقد اللؤلؤ نفسه الذي أعطاه لعشيقته كاميليا. ليس من قبيل المصادفة أن عنوان فيلم لارين هو «سبنسر»، لأنه يصوّر الوقت الذي تبدأ فيه الأميرة بالانفصال عن العائلة المالكة بروحها، وتحاول العودة إلى جذورها (من هنا اسم الفيلم وهو عائلة ديانا قبل الزواج) واستعادة هويّتها وبراءتها وذاتها التي سحقها نمط الحياة في القصر والأدوار المزيّفة التي يُجبر كل فرد في العائلة المالكة على لعبه، ليكون الكلّ ضحية هذه المنظومة بشكل أو بآخر.
مسهب الفيلم على المستوى السّردي، وأفضل ما في «سبنسر» هو لغته البصرية. تبنّى لارين نموذج ستانلي كوبرك في فيلم «باري ليندون»، وأضاء المشاهد الليلية بالشموع، ولاحق ديانا عبر الممرات الطويلة للبيت الملكي. واستخدم زوايا واسعة لإبراز غرابة المشهد في تعبير الأميرة عن تعطّشها للرقص والحرية في غرف القصر. أظهر لارين ديانا بمعاناتها الوجودية، وأظهر وعياً ذاتياً مطلقاً عندما يتعلق الأمر بصورتها كامرأة بريئة. أظهر لارين حبه للتفاصيل الصغيرة في الفيلم والأثاث واللبس وحركات الضيوف. كل شخصية في الفيلم لديها دورها الكبير حتى لو ظهرت لدقائق على الشاشة بطريقة مباشرة. المشكلة الوحيدة في «سبنسر» أنّ المخرج وكاتب السيناريو ستيڤن نايت كتبا الفيلم أكثر من اللازم. لم يكتفيا بتصوير معاناة ديانا، بل صبّاها في كلمات زيادة عن اللزوم. هناك إفراط في الحديث والتفسير، كل ألم وإيماءة ودموع مقابلها كلمة تفسّرها. كأن المخرج والكاتب لم يثقا كفاية لا بالممثلين ولا بنفسيهما ولا حتى بذكاء المشاهد. كان يمكن لـ «سبنسر» أن يكون فيلماً رائعاً لولا الإفراط في الشرح الذي يحمله لارين معه في كل أفلامه. وفي النهاية، وببساطة ومن دون كلمات كثيرة، كريستين ستيوارت هي الليدي ديانا المثالية.
Spencer
في الصالات